أقوال العلماء في الشيخ محيي الدين

9006 - أقوال العلماء في الشيخ محيي الدين

04-07-2018 3855 مشاهدة
 السؤال :
ما هي أقوال العلماء في الشيخ محيي الدين ابن عربي رَحِمَهُ اللهُ تعالى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9006
 2018-07-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَقْوَالُ العُلَمَاءِ العَارِفِينَ في الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَى الجَمِيعِ، تَكُونُ مِنْ خِلَالِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمَاً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانَاً وَإِثْمَاً مُبِينَاً﴾.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرَاً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتَاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ، وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ» رواه الترمذي والحاكم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

فَمَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى يُحْسِنُ الظَّنَّ بِخَلْقِ اللهِ تعالى جَمِيعَاً بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَبِالعُلَمَاءِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، وَيَذْكُرُ مَحَاسِنَ المَوْتَى، وَلَا يَحْكُمُ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ دُونَ أَنْ يَسْمَعَ مِنْهُمْ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يَحْكُمُ عَلَى أَحَدٍ بِنَاءً عَلَى قِيلَ وَقَالَ، وَلَا بِنَاءً عَلَى مَا كُتِبَ وَنُسِبَ إِلَيْهِ مِنْ أَقْوَالٍ مُخَالِفَةٍ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يَحْكُمْ بِكُفْرِ عَبْدٍ إِذَا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ مُبَاشَرَةً وَيُنَاقِشْهُ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يَتَعَدَّى عَلَى مَوْتَى المُسْلِمِينَ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَكَيْفَ يَتَعَدَّى عَلَى العُلَمَاءِ؟

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يُفَرِّقُ وَحْدَةَ المُسْلِمِينَ، وَلَا يُمَزِّقُ صَفَّهُمْ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، يُخْضِعُ الأَقْوَالَ وَالأَفْعَالَ إلى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمَا كَانَ مُوَافِقَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ حَكَمَ بِصِحَّتِهِ، وَمَا كَانَ مُخَالِفَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَرْمِي بِهِ عَرْضَ الحَائِطِ، وَلَا يَحْكُمُ عَلَى مَنْ نُسِبَ إِلَيْهِ قَوْلٌ مُخَالِفٌ دُونَ تَثَبُّتٍ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، يُؤَوِّلُ كُلَّ كَلَامٍ مُخَالِفٍ إِذَا كَانَ لَهُ تَأْوِيلٌ صَحِيحٌ.

وبناء على ذلك:

فَأَقْوَالُ العُلَمَاءِ في الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ الذينَ سَبَقُونَا: الأَصْلُ فِيهِمُ الإِيمَانُ وَالتَّقْوَى وَالصَّلَاحُ وَالاسْتِقَامَةُ، وَالغَيْرَةُ عَلَى دِينِ اللهِ تعالى، وَالدِّفَاعُ عَنِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ السَّلِيمَةِ، حَتَّى يَثْبُتَ خِلَافُ ذَلِكَ، وَهَيْهَاتَ أَنْ يَثْبُتَ الأَمْرُ عَلَى مَنْ مَاتَ دُونَ السَّمَاعِ مِنْهُ؛ وَمَا خَابَ مَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3855 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 396
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 648
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 274
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 291
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 280
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 336
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424912166
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :