أقوال العلماء في الشيخ محيي الدين

9006 - أقوال العلماء في الشيخ محيي الدين

04-07-2018 3527 مشاهدة
 السؤال :
ما هي أقوال العلماء في الشيخ محيي الدين ابن عربي رَحِمَهُ اللهُ تعالى؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9006
 2018-07-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَقْوَالُ العُلَمَاءِ العَارِفِينَ في الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَى الجَمِيعِ، تَكُونُ مِنْ خِلَالِ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمَاً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانَاً وَإِثْمَاً مُبِينَاً﴾.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرَاً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضَاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتَاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾.

وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ، وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ» رواه الترمذي والحاكم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

فَمَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى يُحْسِنُ الظَّنَّ بِخَلْقِ اللهِ تعالى جَمِيعَاً بِشَكْلٍ عَامٍّ، وَبِالعُلَمَاءِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، وَيَذْكُرُ مَحَاسِنَ المَوْتَى، وَلَا يَحْكُمُ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ دُونَ أَنْ يَسْمَعَ مِنْهُمْ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يَحْكُمُ عَلَى أَحَدٍ بِنَاءً عَلَى قِيلَ وَقَالَ، وَلَا بِنَاءً عَلَى مَا كُتِبَ وَنُسِبَ إِلَيْهِ مِنْ أَقْوَالٍ مُخَالِفَةٍ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يَحْكُمْ بِكُفْرِ عَبْدٍ إِذَا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ مُبَاشَرَةً وَيُنَاقِشْهُ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يَتَعَدَّى عَلَى مَوْتَى المُسْلِمِينَ بِشَكْلٍ عَامٍّ، فَكَيْفَ يَتَعَدَّى عَلَى العُلَمَاءِ؟

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، لَا يُفَرِّقُ وَحْدَةَ المُسْلِمِينَ، وَلَا يُمَزِّقُ صَفَّهُمْ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، يُخْضِعُ الأَقْوَالَ وَالأَفْعَالَ إلى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمَا كَانَ مُوَافِقَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ حَكَمَ بِصِحَّتِهِ، وَمَا كَانَ مُخَالِفَاً للكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَرْمِي بِهِ عَرْضَ الحَائِطِ، وَلَا يَحْكُمُ عَلَى مَنْ نُسِبَ إِلَيْهِ قَوْلٌ مُخَالِفٌ دُونَ تَثَبُّتٍ.

مَنْ كَانَ عَالِمَاً عَارِفَاً بِاللهِ تعالى، يُؤَوِّلُ كُلَّ كَلَامٍ مُخَالِفٍ إِذَا كَانَ لَهُ تَأْوِيلٌ صَحِيحٌ.

وبناء على ذلك:

فَأَقْوَالُ العُلَمَاءِ في الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ ابْنِ عَرَبِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ الذينَ سَبَقُونَا: الأَصْلُ فِيهِمُ الإِيمَانُ وَالتَّقْوَى وَالصَّلَاحُ وَالاسْتِقَامَةُ، وَالغَيْرَةُ عَلَى دِينِ اللهِ تعالى، وَالدِّفَاعُ عَنِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ السَّلِيمَةِ، حَتَّى يَثْبُتَ خِلَافُ ذَلِكَ، وَهَيْهَاتَ أَنْ يَثْبُتَ الأَمْرُ عَلَى مَنْ مَاتَ دُونَ السَّمَاعِ مِنْهُ؛ وَمَا خَابَ مَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3527 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1228
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 236
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 591
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2854
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1256
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7541
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414149899
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :