الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فستر العورة أثناء الوضوء ليس فرضاً ولا واجباً، بل هو مستحب، لأن الله أحقُّ أن يُستحيا منه، لما روى الترمذي وأبو داود عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نَذَرُ؟ قال: «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك». فقال: الرجل يكون مع الرجل؟ قال: «إن استطعتَ أن لا يراها أحدٌ فافعل». قلت: والرجل يكون خالياً؟ قال: «فالله أحقُّ أن يُسْتَحْيا منه». ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمَّام بغير إزارٍ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وبناء عليه:
فالوضوء صحيح، ولكن الأولى أن يكون الإنسان أثناء الوضوء ساتراً عورته، وعورة الرجل من السرة إلى الركبة أمام الرجال، وعورة المرأة أمام المرأة كذلك، فمن أراد الوضوء فيستحب له ستر عورته، هذا إذا كانت المرأة بمعزل عن الرجال الأجانب، وإلا فهي كلها عورة، ولا يجوز كشف عورتها أمام الرجال الأجانب، وعورة الرجل أمام النساء الأجانب من السرة إلى الركبة، فمن أراد الوضوء من الرجال أمام النساء غير الزوجة فلا بد له من ستر العورة. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
