وإن لم تغفر لي غضب حبيبك

13634 - وإن لم تغفر لي غضب حبيبك

14-05-2025 442 مشاهدة
 السؤال :
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13634
 2025-05-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَا صِحَّةَ لِهَذِهِ الرِّوَايَةِ، لِأَنَّ فِيهَا كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهَا سُوءُ أَدَبٍ مَعَ حَضْرَةِ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ.

كَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يَقُولَ: وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ؛ وَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْضَبُ لِغَضَبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَرْضَى لِرِضَاهُ؛ أَمَا دَعَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ طُرِدَ مِنَ الحَوْضِ، لِأَنَّهُمْ أَحْدَثُوا وَغَيَّرُوا وَبَدَّلُوا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ.

وَكَيْفَ يَجْتَرِئُ الإِمَامُ الأَصْمَعِيُّ أَنْ يَتَأَلَّى عَلَى اللهِ تَعَالَى لِيَقُولَ لِهَذَا الأَعْرَابِيِّ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟

فَمَعَاذَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَجْتَرِئَ الإِمَامُ عَلَى ذَلِكَ، لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى مَا أَطْلَعَ أَحَدًا عَلَى غَيْبِهِ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَهَذِهِ الرِّوَايَةُ بَاطِلَةٌ، لَا صِحَّةَ لَهَا، وَكَذَلِكَ تُرْوَى عَنْ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ زَارَ قَبْرَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ أَعْرَابِيًّا يَقِفُ أَمَامَ القَبْرِ وَيَدْعُو، فَوَقَفَ عُمَرُ خَلْفَهُ، وَأَنْصَتَ إِلَيْهِ، يَقُولُ الأَعْرَابِيُّ: اللَّهُمَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ؛ فَإِنْ غَفَرْتَ لِي؛ سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَحَزِنَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي، حَزِنَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُحْزِنَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ، وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ؛ اللَّهُمَّ إِنَّ كِرَامَ العَرَبِ إِذَا مَاتَ فِيهِمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَبِيدَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ، وَهَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ مَاتَ، فَأَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ عِنْدَ قَبْرِهِ.

فَنَادَى عُمَرُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ بِمَا دَعَا بِهِ هَذَا الأَعْرَابِيُّ، وَبَكَى عِنْدَ القَبْرِ حَتَّى ابْتَلَّتْ لِحْيَتُهُ.

كَذَلِكَ لَا صِحَّةَ لَهَا، وَسَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَوْقَ هَذَا بِكَثِيرٍ، وَحَاشَاهُ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ بِمَا دَعَا بِهِ هَذَا الأَعْرَابِيُّ؛ فَهُوَ العَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

442 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 172
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 160
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 151
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 178
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 208
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596
 السؤال :
 2025-04-23
 147
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ وَعْدَ اللهِ تَعَالَى لَا يُخْلَفُ، وَلَكِنَّ السُّؤَالَ: أَيْنَ نَصْرُ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ؟
رقم الفتوى : 13595

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5699
المقالات 3222
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 423815952
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :