الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ.
وَقَدْ نَصَّ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَابًا عَلَيْهَا صَلِيبٌ، أَو أَيُّ شِعَارٍ دِينِيٍّ لِأَيِّ مِلَّةٍ كَافِرَةٍ.
وَيَجِبُ عَلَى مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا عَلَيْهِ صَلِيبٌ أَنْ يَطْمِسَهُ بِحَكِّهِ أَوْ إِزَالَتِهِ، لِأَنَّهُ شِعَارُ النَّصَارَى، وَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ تَعَالَى بِشَرْعٍ أَمَرَنَا فِيهِ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ بِمُخَالَفَتِهِمْ وَتَكْذِيبِ بَاطِلِهِمْ فِي دَعْوَاهُمْ صَلْبَ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَلُبْسُ الثَّوْبِ الَّذِي فِيهِ صَلِيبٌ حَرَامٌ شَرْعًا، وَمَنْ رَضِيَ بِهِ يُخْشَى عَلَى إِيمَانِهِ مِنَ السَّلْبِ، وَالخُرُوجِ مِنَ المِلَّةِ، لِمُخَالَفَةِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى، وَمُخَالَفَةِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ ادِّعَاءَ صَلْبِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَقِيدَةٌ فَاسِدَةٌ وَبَاطِلَةُ.
وَكَيْفَ يَرْضَى المُسْلِمُ أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا فِيهِ صَلِيبٌ؟!
وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِيهِ بِدُونِ طَمْسِهِ بِحَكٍّ أَوْ إِزَالَةٍ، فَالصَّلَاةُ بَاطِلَةٌ. هذا، والله تعالى أعلم.