نصيحة لمن يتعدى على الأعراض

10549 - نصيحة لمن يتعدى على الأعراض

22-07-2020 1368 مشاهدة
 السؤال :
مَا هِيَ نَصِيحَتُكُمْ لِمَنْ يَقُومُ بِالصِّلَاتِ مَعَ النِّسَاءِ وَالمُعَاكَسَاتِ، وَبِالرَّسَائِلِ المُشِينَةِ بِقَصْدِ الفَسَادِ وَالإِفْسَادِ، وَإِرْوَاءِ شَهْوَتِهِ بِطَرِيقٍ غَيْرِ شَرْعِيٍّ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10549
 2020-07-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلَا يَسَعُنِي إِلَّا أَنْ أُذَكِّرَ هَذَا الأَخَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِاسْتِحْضَارِ بَعْضِ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَقُولَ لَهُ:

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ﴾.

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾.

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.

أُذَكِّرُكَ يَا أَخِي بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾.

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾.

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الله غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾.

أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ يَصِفُ حَالَ هَذَا العَبْدِ الظَّالِمِ ـ لَا تَكُنْ مُجْرِمًا ـ: ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾. سَوْفَ يَقُولُ هَذَا العَبْدُ الذي يَتَعَدَّى عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ: ﴿يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا﴾.

فَيَا أَيُّهَا المُتَعَدِّي عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، اعْلَمْ بِأَنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، فَمَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ، أُنَاشِدُكَ اللهَ، أَقُولُ لَكَ: اتَّقِ اللهَ، وَإِلَّا فَاعْلَمْ أَنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، جَزَاءً وِفَاقًا، مَا أَنْتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ إِذَا انْتَهَى أَجَلُكَ وَأَنْتَ تَتَعَدَّى عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ، وَعِنْدَمَا تَقَعَ في سِيَاقِ المَوْتِ يَسْتَحْضِرُكَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.

يَا أَيُّهَا المُتَعَدِّي عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، مَا مَوْقِفُكَ لَو أَنَّ زَوْجَتَكَ  أَو بَعْضَ مَحَارِمِكَ يَفْعَلُ فِعْلَكَ هَذَا مَعَ الآخَرِينَ؟

وَمَا هُوَ مَوْقِفُكَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ الذي أَفْسَدْتَ المَرْأَةَ عَلَى زَوْجِهَا، أَو جَعَلْتَ البِنْتَ تَسْلُكُ الطَّرِيقَ الحَرَامَ، لِتَقَعَ في خِيَانَةِ اللهِ تعالى، وَخِيَانَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخِيَانَةِ أُصُولِهَا؟

يَا أَيُّهَا المُتَعَدِّي عَلَى أَعْرَاضِ النَّاسِ في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّكَ سَلَكْتَ أَخْطَرَ طَرِيقٍ يُوصِلُكَ إلى ذُلٍّ في الدُّنْيَا وَذُلٍّ في الآخِرَةِ، أَلَا وَهُوَ طَرِيقُ الزِّنَا الذي حَرَّمَهُ اللهُ تعالى، وَحَرَّمَ جَمِيعَ الوَسَائِلِ التي تُوصِلُ إِلَيْهِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثُمَّ تَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

أَخِي الكَرِيمُ، اتَّقِ اللهَ، اتَّقِ اللهَ، اتَّقِ اللهَ ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

1368 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 327
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 580
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 229
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 241
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 240
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 295
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3234
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424573341
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :