الإنفاق على الزوجة والأولاد من مال حرام

11677 - الإنفاق على الزوجة والأولاد من مال حرام

09-01-2022 639 مشاهدة
 السؤال :
امْرَأَةٌ ابْتُلِيَتْ بِزَوْجٍ كَسْبُهُ مِنْ حَرَامٍ، بِالإِضَافَةِ إلى المُبَاحِ، وَهُوَ يُنْفِقُ عَلَيْهَا وَعَلَى أَوْلَادِهَا القَاصِرِينَ مِنْ هَذَا الكَسْبِ، فَمَا حُكْمُ المَرْأَةِ مَعَ الأَوْلَادِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11677
 2022-01-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَقِيَ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَذلِكَ بِالكَسْبِ الحَلَالِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

وَالكَسْبُ الحَرَامُ سَبَبٌ لِدُخُولِ نَارِ جَهَنَّمَ إِذَا لَمْ يَتُبْ صَاحِبُهُ إلى اللهِ تعالى، روى الترمذي عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ». هذا أولًا.

ثانيًا: رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنَا بِالكَسْبِ الحَلَالِ، وَبِطَرِيقٍ مَشْرُوعٍ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾. أَيْ: مِنْ حَلَالِ مَا رَزَقْنَاكُمْ. وَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا﴾.

ثالثًا: الزَّوْجَةُ وَالأَوْلَادُ أَمَانَةٌ في عُنُقِ الزَّوْجِ، وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ أَنْ يُطْعِمَهُمُ الحَلَالَ، وَخَاصَّةً الأَوْلَادَ وَالقَاصِرِينَ حَتَّى يُنَشَّؤُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإِلَّا كَانَ آثِمًا وَمُرْتَكِبًا كَبِيرَةً مِنَ الكَبَائِرِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالوَاجِبُ عَلَى الزَّوْجَةِ وَأَوْلَادِهَا البَالِغِينَ أَنْ يَنْصَحُوا هَذَا الرَّجُلَ أَنْ يُقْلِعَ عَنْ هَذِهِ المَعْصِيَةِ، وَهِيَ الكَسْبُ الحَرَامُ، وَأَنْ يَكْتَفِيَ بِالحَلَالِ، فَإِنَّ دَائِرَةَ الحَلَالِ تَكْفِي العَبْدَ، وَالخُرُوجَ مِنْهَا مِنْ سُوءِ الأَدَبِ مَعَ اللهِ تعالى، وَعَاقِبَتَهَا وَخِيمَةٌ، فَإِنِ اسْتَجَابَ الوَالِدُ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَإِلَّا فَلَا بَأْسَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ هَذَا المَالِ الذي اخْتَلَطَ فِيهِ الحَرَامُ مَعَ الحَلَالِ، وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِأَوْلَادِهَا القَاصِرِينَ، وَالإِثْمُ عَلَى الزَّوْجِ.

أَمَّا إِذَا كَانَ الأَوْلَادُ بَالِغِينَ، وَعِنْدَهُمُ المَقْدِرَةُ عَلَى العَمَلِ، وَالعَمَلُ مُتَوَفِّرٌ عِنْدَهُمْ، فَالأَوْلَى في حَقِّهِمْ أَنْ لَا يَأْكُلُوا مِنْ هَذَا المَالِ الذي اخْتَلَطَ فِيهِ الحَرَامُ مَعَ الحَلَالِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ» رواه الإمام مسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

639 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-04-10
 258
مَا وَاجِبُنَا نَحْوَ إِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ، وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ؟
رقم الفتوى : 13560
 السؤال :
 2025-04-10
 106
لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنِ الأَوْلِيَاءِ، وَلَكِنِ اليَوْمَ نَكَادُ لَا نَرَى وَلِيًّا، فَهَلْ قَلَّ عَدَدُ الأَوْلِيَاءِ للهِ تَعَالَى فِي هَذَا الزَّمَانِ؟
رقم الفتوى : 13559
 السؤال :
 2025-03-23
 287
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ مِنْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقُّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 108
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 206
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527
 السؤال :
 2025-03-12
 36
مَا السَّبِيلُ لِلِاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تَعَالَى، وَخَاصَّةً لِإِنْسَانٍ لَهُ قُرَنَاءُ سُوءٍ؟
رقم الفتوى : 13517

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5677
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422574270
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :