الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ ذَكَرَ الفُقَهَاءُ أَنَّ أَذَانَ الصَّبِيِّ غَيْرِ العَاقِلِ ـ يَعْنِي غَيْرَ المُمَيِّزِ ـ لَا يَجُوزُ وَلَا يَصِحُّ بِاتِّفَاقِ الفُقَهَاءِ، لِأَنَّ مَا يَصْدُرُ مِنْهُ لَا يُعْتَدُّ بِهِ.
أَمَّا الصَّبِيُّ المُمَيِّزُ فَيَصِحُّ أَذَانُهُ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَعِنْدَ المَالِكِيَّةِ لَا يَصِحُّ أَذَانُهُ إِلَّا أَنْ يُعْتَمَدَ فِيهِ أَو في دُخُولِ الوَقْتِ عَلَى بَالِغٍ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَأَذَانُ الصَّبِيِّ العَاقِلِ المُمَيِّزِ صَحِيحٌ مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ، وَلَكِنْ أَذَانُ البَالِغِ أَفْضَلُ، وَأَذَانُ الصَّبِيِّ الذي لَا يَعْقِلُ لَا يَصِحُّ وَيُعَادُ.
وَوُجُودُ المُؤَذِّنِ الرَّاتِبِ هُوَ الأَفْضَلُ، وَلَكِنْ إِذَا لَمْ يَكُنْ يُوجَدُ المُؤَذِّنُ الرَّاتِبُ، وَلَا البَالِغُ، فَلَا مَانِعَ مِنْ أَذَانِ الصَّبِيِّ المُمَيِّزِ. هذا، والله تعالى أعلم.