توبة المحكوم عليه بالإعدام

12037 - توبة المحكوم عليه بالإعدام

20-06-2022 24 مشاهدة
 السؤال :
إِذَا حُكِمَ عَلَى إِنْسَانٍ بِالإِعْدَامِ بِسَبَبِ جُرْمٍ ارَتَكَبَهُ، فَهَلْ تُقْبَلُ تَوْبَتُهُ إِذَا تَابَ إلى اللهِ تعالى؟ لِأَنَّهُ جَرَتِ العَادَةُ أَنْ يُلَقَّنَ المَحْكُومُ عَلَيْهِ بِالإِعْدَامِ الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ التَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12037
 2022-06-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالتَّوْبَةُ النَّصُوحُ مَطْلُوبَةٌ مِنَ الإِنْسَانِ دَائِمًا، وَيَجِبُ أَنْ يُحَقِّقَ شُرُوطَهَا، وَمِنْ شُرُوطِهَا أَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ التَّوْبَةِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.

أَمَّا التَّوْبَةُ عِنْدَ المَوْتِ، فَقَد قَالَ اللهُ تعالى فِيهَا: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالتَّوْبَةُ المَقْبُولَةُ عِنْدَ اللهِ تعالى هِيَ التي صَدَرَتْ مِنَ المُذْنِبِ مُسْتَوْفِيَةً لِشُرُوطِهَا، وَمِنْ شُرُوطِهَا النَّدَمُ عَلَى مَا فَعَلَ قَبْلَ المَوْتِ، وَإِذَا كَانَ ذَنْبُهُ يَسْتَوْجِبُ القَتْلَ، فَإِنْ نَدِمَ قَبْلَ إِقَامَةِ الحَدِّ عَلَيْهِ، فَتَوْبَتُهُ مَقْبُولَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، كَمَا حَصَلَ في تَوْبَةِ مَاعِزٍ الذي رَدَّهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، وَهُوَ يَعُودُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لِإِقَامَةِ الحَدِّ، وَكَمَا حَصَلَ في تَوْبَةِ المَرْأَةِ الغَامِدِيَّةِ.

وَتَلْقِينُ هَذَا الذي حُكِمَ عَلَيْهِ بِالإِعْدَامِ نَافِعٌ لَهُ بِإِذْنِ اللهِ تعالى إِذَا كَانَ صَادِقًا في تَوْبَتِهِ إلى اللهِ تعالى قَبْلَ تَنْفِيذِ حُكْمِ الإِعْدَامِ فِيهِ؛ وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ رَبٌّ رَحِيمٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

24 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 217
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 491
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 180
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 178
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 193
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 227
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5702
المقالات 3230
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424033147
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :