الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن كان توزيع والدك المال من غير مبرر شرعي، ولا سبب معول عليه في الشريعة فإنه قد أساء، وقد يكون قد ظلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالعدل بين الأبناء فقال صلى الله عليه وسلم: (سَوُّوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ ، وَلَوْ كُنْتُ مُفَضِّلاً أَحَدًا لَفَضَّلْت النِّسَاءَ) رواه البيهقي.
وإذا أساء الوالد وظلم فلا يسع الولد البار ولا البنت البارَّة إلا العفو والسماح، وأن يكونا على يقين بأنَّه لو كان لهم نصيب في هذا المال لوصل إليهم، لأن ما كان لك فسيأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك فلن تناله بقوتك.
وأن يعلم الأبناء بأن عطاء الآباء للأبناء أكثر بكثير مما حرموهم من المال، وليتذكر الأبناء قول الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. فالتربية الصالحة أعظم نحلة يقدمها الوالدان لأولادهم كما جاء في الحديث الشريف: (مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ) رواه أحمد. فالواجب على الأبناء الدعاء للآباء مهما كانوا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |