الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن لكلِّ جارحة مهمَّة وعمل، فجارحة اللسان لها مهمة القول، والذي يقابل القولَ الفعلُ الذي هو عملُ بقية الجوارح.
فالعمل يشمل مهمة اللسان ومهمة الجوارح، لذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُون}.
فالله تعالى يعلم ما نعمل بجوارحنا كلِّها والتي من جملتها جارحة اللسان، ويعلم ما نعمل في بقيَّة جوارحنا.
ومن المعلوم كذلك بأن جارحة اللسان هي عمدة الجوارح كلِّها، فإن استقام اللسان استقامت الجوارح كلُّها، وإن انحرف انحرفت، لذلك جاء في الحديث الشريف: (إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ الله فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا) رواه الترمذي وأحمد. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |