تعسرت عليه الأسباب ويريد أن يستقرض قرضاً ربوياً

1793 - تعسرت عليه الأسباب ويريد أن يستقرض قرضاً ربوياً

17-02-2009 29018 مشاهدة
 السؤال :
 2009-02-16
أنا شاب مسلم أعمل في بلد أوربي، والعمل سيئ للغاية، ولقد سنحت لي فرصة عمل في السعودية ولكن يلزمني مبلغ من المال، ولم أجد سبيلاً للحصول على المال إلا عن طريق القرض، فهل يجوز أن أسحب قرضاً من البنك؟ مع العلم بأنه لا مجال لتأمين المال إلا عن طريق القرض.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1793
 2009-02-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإذا كانت أمورك معسَّرة ـ لا قدر الله ـ بدون قرض ربوي، فماذا تتوقع إذا اجترأت على القرض الربوي؟ هل تذكر قول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}. وآكل الربا ومطعمه سواء، كما جاء في الحديث الشريف: (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ: هُمْ سَوَاءٌ) رواه مسلم.

وهل تذكر قول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}؟ أنت بدون قرض ربوي مضيَّق عليك، وذلك لحكمة يريدها الله عز وجل، فكيف إذا اجترأت على الربا؟

وهل تذكر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}؟ هل أنت على استعداد للحرب مع الله ورسوله لا قدر الله تعالى؟

أخي الكريم: أدعوك لتسلك الطريق الذي رسمه الله تعالى لنا في القرآن العظيم، وكن بعد ذلك على ثقة تامة بأن وعد الله تعالى لا يُخلَف:

الطريق الأول: التقوى، وذلك لقوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}، والتقوى أن تحفظ جوارحك الظاهرة والباطنة من كلِّ المخالفات، فإذا وقعت لا قدر الله في معصية فبادر بالتوبة والاستغفار.

الطريق الثاني: الاستغفار، وذلك لقوله تعالى حكاية على لسان سيدنا نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.

ومن شروط صحة الاستغفار الإقلاع عن المعصية، والندم على ما فعلت، والجزم على أن لا تعود، وإعادة الحقوق لأصحابها.

وأخيراً أذكِّرك بعد نفسي بأنه لا بد من الصبر على الطاعة، ومن الصبر عن المعصية، ومن الصبر على البلاء، فإذا تحقَّقنا بالصبر فلسنا بخاسرين، وإلا فنحن خاسرون، قال تعالى: {وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر}.

أسأل الله تعالى أن يفرِّج عنا وعنكم فرجاً عاجلاً غير آجل، وعن سائر الأمة. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
29018 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  القرض

 السؤال :
 2019-03-22
 718
إذا أقرضت إنساناً مبلغاً من المال، وكان مبلغاً كبيراً، هل يجوز لي أن أشترط عليه مقابل ذلك أن يقدم لي هدية معينة؟
رقم الفتوى : 9567
 السؤال :
 2018-11-13
 2127
أمي أقرضت أخي قطعة من الذهب منذ عشر سنوات، واتفق معها على أن يرد لها ثمن الذهب، يعني بمقدار قيمته في ذلك الوقت، والآن ماتت أمي، فهل حقنا عند أخينا ذهب، أم قيمته يوم القرض؟
رقم الفتوى : 9286
 السؤال :
 2018-08-13
 2342
مات والدي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وترك ديوناً، فهل يجوز أن نسدد ديونه بالتقسيط، إذا رضي الدائنون؟
رقم الفتوى : 9076
 السؤال :
 2013-12-26
 34414
هل صحيح أن الأجر على القرض الحسن أفضل عند الله تعالى من الأجر على الصدقة؟
رقم الفتوى : 6058
 السؤال :
 2013-02-12
 13059
عليَّ ديون كثيرة، والله يشهد أنِّي أريد سدادها، وأسرتي كبيرة، فهل أقدم سداد الدَّين أم النفقة على الأسرة؟
رقم الفتوى : 5748
 السؤال :
 2012-11-12
 58312
لي مبلغ من المال عند صديق لي، وبعد فترة من المطالبة حولني صديقي إلى رجل غيره لدفع المال، وقبلت منه هذا التحويل، فهل من حقي أن أطالب الاثنين بالدين حتى أسترد حقي؟
رقم الفتوى : 5634

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413945634
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :