الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}، هذا خطاب للأمة، بحيث يشمل كلَّ فرد من أفرادها في وجوب غسل الوجه واليدين إلى المرفق، وغسل الرجلين إلى الكعبين، لذلك جمع الوجوه والمرافق، وهذا لا إشكال فيه؛ لأن كلَّ واحد من المكلَّفين له وجه واحد ومرفق واحد في كلِّ يد.
ولكن ثنى في الكعبين ولم يجمعها بقوله: (وأرجلكم إلى الكعوب)؛ لأنه لو جمعها فربما أن يظنَّ المكلَّف بأنه لو غسل كعباً واحداً من كل رجل لكفاه.
وبناء على ذلك:
فجاءت التثنية في الكعبين ليدلَّ على وجوب غسل الكعبين من كلِّ رجل، وأنه لا يكفي غسل كعب واحد، وجمعها في المرافق لأنه لا إشكال فيها، فكلُّ يد لها مرفق واحد. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |