الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
جَاءَ في كِتَابِ حَاشِيَةِ مَرَاقِي الفَلَاحِ للطَّحْطَاوِيِّ في آخِرِ بَابِ الأَذَانِ (فَائِدَةٌ) ذَكَرَ القُهُسْتَانِيُّ عَنْ كَنْزِ العِبَادِ، أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ عِنْدَ سَمَاعِ الأُولَى مِنَ الشَّهَادَتَيْنِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَعِنْدَ الثَّانِيَةِ: قَرَّتْ عَيْنِي بِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِالسَّمْعِ وَالبَصَرِ. بَعْدَ وَضْعَ إِبْهَامَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ لَهُ قَائِدًا في الجَنَّةِ.
وَذَكَرَ الدَّيْلَمِيُّ في الفِرْدَوْسِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: (مَنْ مَسَحَ العَيْنَيْنِ بِبَاطِنِ أُنْمُلَةِ السَّبَّابَتَيْنِ بَعْدَ تَقْبِيلِهِمَا عِنْدَ قَوْلِ المُؤَذِّنِ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي).
وَكَذَلِكَ جَاءَ في حَاشِيَةِ ابْنِ عَابِدِينَ في بَابِ الأَذَانِ (تَتِمَّةٌ): يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقَالَ عِنْدَ سَمَاعِ الأُولَى مِنَ الشَّهَادَةِ: صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، وَعِنْدَ الثَّانِيَةِ مِنْهَا: قَرَّتْ بِكَ عَيْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بِالسَّمْعِ وَالبَصَرِ بَعْدَ وَضْعِ ظُفْرَيِ الإِبْهَامَيْنِ عَلَى العَيْنَيْنِ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ قَائِدًا لَهُ إلى الجَنَّةِ.
وَنَقَلَ بَعْضُهُمْ أَنَّ القُهُسْتَانِيَّ كَتَبَ عَلَى هَامِشِ نُسْخَتِهِ: أَنَّ هَذَا مُخْتَصٌّ بِالأَذَانِ، وَأَمَّا في الإِقَامَةِ فَلَمْ يُوجَدْ بَعْدَ الاسْتِقْصَاءِ التَّامِّ وَالتَّتَبُّعِ. اهـ. هذا، والله تعالى أعلم.