الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾.
وأخرج الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَناً، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ». ومعنى بَطَرُ الْحَقِّ: هو إنكارُهُ تَرَفُّعاً وتَجَبُّراً، أو أنَّهُ لا يَقبَلُ الحَقَّ. ومعنى غَمْطُ النَّاسِ: هوَ احتقارُهم.
وأخرج الإمام الترمذي عنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ».
وبناء على ذلك:
فإذا أنعمَ اللهُ تعالى على عبدِهِ نِعمةً فإنَّهُ يَجِبُ عليهِ أن يُرى أثرُها عليهِ في مَأكلِهِ ومَشرَبِهِ ومَلبَسِهِ، فإنَّ ذلكَ شُكرٌ للنِّعمةِ، ولكن بشرطِ عدمِ الاستكبارِ على من حُرِمَ النِّعمَةَ.
وإذا أظهرَ العبدُ أثرَ نِعمةِ الله تعالى عليه قَصَدَهُ أصحابُ الحاجةِ ليتصدَّقَ عليهم، ولأنَّ بذاذةَ الهيئةِ سؤالٌ وإظهارٌ للفقرِ بلسانِ الحالِ، ولذا قيلَ: ولسانُ حالي بالشِّكايَةِ ينطِقُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |