الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَمَعنَى الخُضُوع: التَّذَلُّلُ، وأُطلِقَ هُنَا عَلى صَوتِ المَرأَةِ إِذَا رَفَعَت صَوتَهَا، لُمشَابَهَتِهَا بِالتَّذَلُّلِ، فَيَكُونُ مَعنَى الآيَةِ: فَلا تَخضَعنَ القَولَ: أَي لَا تَجعَلنَهُ خَاضِعَاً ذَلِيلَاً، أَي رَقِيقَاً مُتَفَكِّكَاً.
أو يَكُونَ مَعنَاهَا: لَا يَكُن مِنكُنَّ لِينٌ فِي القَولِ حَتَّى لَا يَطمَعَ الَّذِي فِي قَلبِهِ مَرَضٌ.
وبناء على ذلك:
فَيَجِبُ عَلى المَرأةِ أَن تَكونَ عَلى حَذَرٍ منَ اللينِ في قَولِهَا، ومِن رِقَّتِهِ عِندَمَا تُكَلِّمُ الرِّجَالَ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ، لأَنَّ المَرأَةَ المُسلِمَةَ المُلتَزِمَةَ هيَ التِي تَلتَزِمُ قولَ اللهِ تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ﴾. لأنَّ في النَّاسِ مَن في قلبِهِ مَرَضٌ، وأَصحَابُ القُلوُبِ المريضةِ تَطمَعُ بالمرأةِ الخاضِعَةِ بِقَولِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |