{وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}

6755 - {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}

20-02-2015 4030 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6755
 2015-02-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في هذهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: من عَمِلَ سَيِّئَةً كُتِبَتْ عَلَيهِ سَيِّئَةً، ومن عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ؛ فَإِنْ عُوقِبَ بالسَّيِّئَةِ التي كَانَ عَمِلَهَا في الدُّنيَا بَقِيَت لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَإِنْ لَم يُعَاقَبْ بِهَا في الدُّنيَا أُخِذَ من الحَسَنَاتِ العَشْرِ وَاحِدَةٌ وَبَقِيَت لَهُ تِسْعُ حَسَنَاتٍ.

ثمَّ يَقُولُ: هَلَكَ مَن غَلَبَ آحَادُهُ أَعشَارَهُ. اهـ.

فَمِن فَضْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبَادِهِ أَنَّهُ لا يَبْخَسُ النَّاسَ شَيئَاً، وكَيفَ يَبْخَسُ خَلْقَهُ شَيئَاً وهوَ القَائِلُ: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾؟

فَمِن تَمَامِ فَضْلِهِ تعالى أَنَّهُ رَتَّبَ على الفَضْلِ جَزَاءً، مَعَ أنَّ الفَضْلَ مِنهُ ابتِدَاءً، فَقَالَ تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾. هذا في الدُّنيَا، ثمَّ في الآخِرَةِ: ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾.

وبناء على ذلك:

فاللهُ تعالى يُثِيبُ كُلَّ طَائِعٍ على طَاعَتِهِ يَومَ القِيَامَةِ، وخَاصَّةً كُلَّ صَاحِبِ فَضْلٍ، وذلكَ عِندَمَا يَتَفَضَّلُ بِفَضْلِ مَالِهِ، أو قُوَّتِهِ، أو مَعْرُوفِهِ على غَيرِهِ مُحْتَسِبَاً وَجْهَ اللهِ تعالى.

 

روى الإمام البخاري عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ». هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4030 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1729
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414910121
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :