{إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}

6719 - {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}

10-02-2015 3552 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله عز وجل في كتابه العظيم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} فأين يرجع ضمير قوله تعالى: {مَوْتِهِ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6719
 2015-02-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اختَلَفَ العُلَمَاءُ في إِرجَاعِ الضَّمِيرِ في قَولِهِ تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ على قَولَينِ:

القَولُ الأَوَّلُ: الضَّمِيرُ في قَولِهِ تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ يَرجِعُ إلى سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، وعلى هذا يَكُونُ مَعنَى الآيَةِ: أَنَّهُ مَا من أَحَدٍ من أَهلِ الكِتَابِ إلى وَسَيُؤمِنُ بِسَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، وذلكَ قَبلَ مَوْتِهِ عَلَيهِ السَّلامُ، فإذا نَزَلَ من السَّمَاءِ، وقَتَلَ الدَّجَّالَ، فَإِنَّهُ يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، ويَقْتُلُ الخِنزِيرَ، ويَضَعُ الجِزيَةَ، قلا يَقْبَلُ مِنهُم إلا الإِسلامَ، وحِينَهَا يُؤمِنُ أَهلُ الكِتَابِ بِهِ قَبلَ مَوْتِهِ، ويَعلَمُونَ أَنَّهُ حَقٌّ، وأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ من قَبلُ، وهذا الإِيمَانُ يَنفَعُ من آمَنَ من أَهلِ الكِتَابِ. هذا، والله تعالى أعلم.

القَولُ الثَّانِي: الضَّمِيرُ في قَولِهِ تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ يَرجِعُ إلى الكِتَابِيِّ نَفْسِهِ، وعلى هذا يَكُونُ مَعنَى الآيَةِ: أَنَّهُ مَا من أَحَدٍ من أَهلِ الكِتَابِ إلا وَسَيُؤمِنُ بِسَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، وأَنَّهُ حَقٌّ، وأَنَّهُ لَم يَمُتْ، وذلكَ عِندَمَا يُعَايِنُ سَكَرَاتِ المَوتِ، وهذا الإِيمَانُ لا يَنفَعُ صَاحِبَهُ، لأنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ﴾.

وبناء على ذلك:

 

فالضَّمِيرُ في قَولِهِ تعالى: ﴿إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ يُحتَمَلُ أَنَّهُ يَعُودُ الضَّمِيرُ على سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ، ويُحتَمَلُ أَنَّهُ يَعُودُ على كُلِّ كِتَابِيٍّ يَكُونُ في زَمَنِ نُزُولِ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيهِ السَّلامُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3552 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 302
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1465
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 663
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1728
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1455
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 983
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3165
المكتبة الصوتية 4799
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414909315
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :