الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَولُهُ تعالى: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ﴾ أي: قِسْمَةَ المِيرَاثِ ﴿أُولُو الْقُرْبَى﴾ أي: ذَوِي القُرْبَى مِمَّن لَيسَ بِوَارِثٍ، وكذلكَ اليَتَامَى والمَسَاكِينُ، فَلْيَرْضَحْ لَهُم من التَّرِكَةِ نَصِيبٌ، وكَانَ ذلكَ وَاجِبَاً في ابْتِدَاءِ الإِسْلامِ، ثمَّ صَارَ مُسْتَحَبَّاً.
وذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ والأَئِمَّةُ الأَربَعَةُ إلى أَنَّ هذهِ الآيَةَ مَنْسُوخَةٌ بِآيَةِ المِيرَاثِ.
وبناء على ذلك:
فَيُسْتَحَبُّ أن يُعْطَى للقَرِيبِ غَيرِ الوَارِثِ واليَتَامَى والمَسَاكِينِ شَيْئ من التَّرِكَةِ، ثمَّ يُقَالُ لَهُم قَولٌ مَعْرُوفٌ، وذلكَ بالوَعْدِ لَهُم بالزِّيَادَةِ، والاعْتِذَارِ لِمَن لَمْ يُعْطَ شَيْئَاً، وأن لا يُتْبِعُوا العَطَاءَ بالمَنِّ والأَذَى. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |