الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: العَبدُ المُؤمِنُ لا يَسْتَدْرِكُ على اللهِ تعالى، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْتَ من العِلْمِ إلا قَلِيلاً، وإلا كَانَ على إِيمَانِهِ خَطَرٌ.
ثانياً: الآيَةُ الكَرِيمَةُ تَتَحَدَّثُ عن النِّكَاحِ لا عَن المُتْعَةِ، لأنَّ الآيَاتِ السَّابِقَةَ تَتَحَدَّثُ عن النِّكَاحِ وعَن المُحَرَّمَاتِ التي حُرِّمَتْ عَلَينَا، وكذلكَ الآيَةُ التي بَعْدَهَا ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ﴾.
ثالثاً: المَهْرُ في النِّكَاحِ سَمَّاهُ اللهُ تعالى أَجْرَاً في القُرآنِ العَظِيمِ، قَالَ تعالى: ﴿فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ﴾.
وبناء على ذلك:
فالمَقْصُودُ في الأَجْرِ هوَ المَهْرُ، لأَنَّ اللهَ تعالى سَمَّى المَهْرَ في النِّكَاحِ أَجْرَاً، ولَيسَ المَقْصُودُ بذلكَ إِبَاحَةَ المُتْعَةِ، وعلى كُلِّ حَالٍ فَإِنَّ نِكَاحَ المُتْعَةِ مَنْسُوخٌ بِآيَةِ الطَّلاقِ والصَّدَاقِ والعِدَّةِ والمَوَارِيثِ، والنِّكَاحُ الذي تَثْبُتُ بِهِ هذهِ الحُقُوقُ هوَ النِّكَاحُ الصَّحِيحُ، ولا يَثْبُتُ شَيْءٌ مِنهَا بالمُتْعَةِ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |