الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَو الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
والبَقِيعُ الذي هُوَ مَدْفَنٌ لأَهْلِ المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، يُقَالُ لَهُ: بَقِيعُ الغَرْقَدِ، لِوُجُودِ شَجَرِ الغَرْقَدِ فِيهِ سَابِقَاً، فَذَهَبَ الشَّجَرُ، وَبَقِيَ اسْمُهُ.
وبناء على ذلك:
فَشَجَرُ الغَرْقَدِ هُوَ شَجَرُ اليَهُودِ، وَهُم حَرِيصُونَ على الإِكْثَارِ من اسْتِنْبَاتِهِ لِمَا وَرَدَ أَنَّهُ في آخِرِ الزَّمَانِ، يَتَكَلَّمُ الحَجَرُ والشَّجَرُ فَيَقُولُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ.
وَأَمَّا تَسْمِيَةُ البَقِيعِ بِبَقِيعِ الغَرْقَدِ، لأَنَّ أَرْضَ البَقِيعِ كَانَ فِيهَا شَجَرُ الغَرْقَدِ، وَذَهَبَ الشَّجَرُ، وَبَقِيَ اسْمُهُ. هذا، والله تعالى أعلم.