﴿قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا﴾

7080 - ﴿قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا﴾

24-11-2015 4107 مشاهدة
 السؤال :
قَالَ تعالى في سورة المائدة: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾. ما هي الحكمة من نفي الرسل عن أنفسهم العلم بقولهم: ﴿لَا عِلْمَ لَنَا﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7080
 2015-11-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ﴾؟ وَلَمْ يَقُلْ: هَلْ بَلَّغْتُمْ رِسَالَتِي أَمْ لا؟ للإِشْعَارِ بِأَنَّ الرُّسُلَ الكِرَامَ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ قَد بَلَّغُوا رِسَالَةَ اللهِ على أَكْمَلِ وَجْهٍ، وَأَنَّ الذينَ خَالَفُوهُم من أَقْوَامِهِم سَيَتَحَمَّلُونَ وِزْرَ مُخَالَفَتِهِم يَوْمَ القِيَامَةِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُ تعالى: ﴿قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾. فالسَّبَبُ في نَفْيِ العِلْمِ عَن أَنْفُسِهِم مَعَ أَنَّهُ عِنْدَهُم بَعْضُ العِلْمِ، هذا من بَابِ التَّأَدُّبِ مَعَ اللهِ تعالى، فَكَأَنَّهُم قَالُوا: لا عِلْمَ لَنَا يُذْكَرُ بِجَانِبِ عِلْمِكَ المُحِيطِ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَنَحْنُ وَإِنْ كُنَّا قَد عَلِمْنَا شَيْئَاً بِمَا أَجَابَ بِهِ أَقْوَامُنَا، إلا أَنَّ هذا العِلْمَ لا يَتَعَدَّى الظَّاهِرَ، أَمَّا أَنْتَ يَا رَبَّنَا، فَعِلْمُكَ شَامِلٌ للظَّاهِرِ والبَاطِنِ.

وبناء على ذلك:

فَنَفْيُ العِلْمِ عَن أَنْفُسِهِم في هذا المَقَامِ مَعْنَاهُ: كَأَنَّهُم قَالُوا: لا عِلْمَ لَنا كَعِلْمِكَ فِيهِم، لأَنَّكَ تَعْلَمُ مَا أَضْمَرُوا وَمَا أَظْهَرُوا، وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ إلا مَا أَظْهَرُوا، فَعِلْمُكَ فِيهِم أَنْفَذُ من عِلْمِنَا وَأَبْلَغُ، فَلَنَا الظَّاهِرُ، فَمِنْهُم مَن أَظْهَرَ الإِيمَانَ فَعَامَلْنَاهُ مُعَامَلَةَ المُؤْمِنِينَ، وَمِنْهُم مَن أَظْهَرَ الكُفْرَ فَعَامَلْنَاهُ مُعَامَلَةَ الكَافِرِينَ.

وهذا كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾. يَعْنِي: لَكُمُ الظَّاهِرُ، واللهُ تعالى يَعْلَمُ الظَّاهِرَ والبَاطِنَ، وَكَقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ واللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ واللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
4107 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 245
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1447
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 633
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1687
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1439
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 959
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414340186
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :