الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلِأَنَّ كَلِمَةَ الأَحَدِ تَصْلُحُ للفَرْدِ وللجَمَاعَةِ، وأَمَّا لَفْظُ الوَاحِدَةِ فلا يَصْلُحُ إلا للمُفْرَدِ.
وبَعْضُهُم قَالَ: أَحَدٌ وَصْفٌ لِمُذَكَّرٍ مَحْذُوفٍ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ: لَيْسَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُنَّ كَشَخْصِ وَاحِدَةٍ من النِّسَاءِ في عَصْرِكُنَّ، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُنَّ أَفْضَلُ من كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ، لِمَا امْتَازَتْ بِهِ من شَرَفِ الزَّوْجِيَّةِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ، وأُمُومَةِ المُؤْمِنِينَ.
وبناء على ذلك:
فَلَمْ يَقُلْ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ: كَوَاحِدَةٍ؛ لأَنَّ الأَحَدَ لَفْظٌ عَامٌّ يَصْلُحُ للوَاحِدَةِ والاثْنَيْنِ والجَمْعِ والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ.
فَيَكُونُ المَعْنَى: لَسْتُنَّ كَجَمَاعَةٍ وَاحِدَةٍ من جَمَاعَاتِ النِّسَاءِ؛ إذا تُقُصِّيَتْ جَمَاعَةُ النِّسَاءِ وَاحِدَةً وَاحِدَةً لَمْ يُوجَدْ مِنْهُنَّ جَمَاعَةٌ وَاحِدَةٌ تُسَاوِيكُنَّ في الفَضْلِ والسَّابِقَةِ، وهذهِ خُصُوصِيَّةٌ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |