الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿فَأَكَلَا﴾ أَيْ: آدَمُ وَحَوَّاءُ ﴿مِنْهَا﴾ أَيْ: مِنَ الشَّجَرَةِ ﴿فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾. يَعْنِي عُرِّيَا مِنَ الثِّيَابِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمَا، بِسَبَبِ تَسَاقُطِ حُلَلِ الجَنَّةِ عَنْهُمَا لَمَّا أَكَلَا مِنَ الشَّجَرَةِ، حَتَّى بَدَتْ فُرُوجُهُمَا وَظَهَرَتْ عَوْرَتُهُمَا، وَسُمِّيَ كُلٌّ مِنْهُمَا سَوْءَةً لِأَنَّ انْكِشَافَهُ يَسُوءُ صَاحِبَهُ وَيُحْزِنُهُ ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا﴾ أَيْ: أَقْبَلَا وَأَخَذَا وَجَعَلَا يُلْصِقَانِ عَلَيْهِمَا لِسَتْرِ سَوْآتِهِمَا ﴿مِنْ وَرَقِ الْجنَّةِ﴾ قِيلَ: مِنْ وَرَقِ التِّينِ بَعْضُهُ بِبَعْضِهِ حَتَّى يَصِيرَ طَوِيلَاً عَرِيضَاً يَصْلُحُ لِلاسْتِتَارِ بِهِ.
وبناء على ذلك:
فَقَدْ كَانَتِ السَّوْءَتَانِ مَسْتُورَتَينِ بِحُلَلٍ مِنْ حُلَلِ الجَنَّةِ، فَلَمَّا أَكَلَا مِنَ الشَّجَرَةِ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا. هذا، والله تعالى أعلم.