أسباب استجابة الدعاء

7996 - أسباب استجابة الدعاء

29-04-2017 1563 مشاهدة
 السؤال :
ما هي الأسباب المشروعة لاستجابة الدعاء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7996
 2017-04-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَسْبَابُ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ كَثِيرَةٌ، أَهَمُّهَا:

أولاً: لُقْمَةُ الحَلَالِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبَاً، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحَاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾. وَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: الدُّعَاءُ للآخَرِينَ بِالغَيْبِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

ثالثاً: الدُّعَاءُ في الأَزَمَانِ المَخْصُوصَةِ، كَوَقْتِ السَّحَرِ، وَيَوْمِ الجُمُعَةِ، وَبَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، وَعِنْدَ نُزُولِ المَطَرِ، وَعِنْدَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ، وَأَثْنَاءَ الصِّيَامِ، وَعِنْدَ الفِطْرِ، وَفِي السَّفَرِ.

رابعاً: بِرُّ الوَالِدَيْنِ، وَحَدِيثُ الثَّلَاثَةِ الذينَ آوَاهُمُ المَبِيتُ في الغَارِ مَعْلُومٌ.

خامساً: الوَرَعُ في دِينِ اللهِ تعالى، يَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بِالوَرَعِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ يَقْبَلُ اللهُ الدُّعَاءَ وَالتَّسْبِيحَ.

وَيَقُولُ سَيِّدُنَا أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يَكْفِي مَعَ البِرِّ مِنَ الدُّعَاءِ، مِثْلُ مَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ المِلْحِ.

وَيَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الوَرَعِ اليَسِيرُ. كذا في جامع العلوم والحكم.

سادساً: تَرْكُ المَعَاصِي، قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: مَا لَنَا نَدْعُو فَلَا يُسْتَجَابُ لَنَا؟

قَالَ: لِأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَاتَتْ بِعَشْرَةِ أَشْيَاءَ: عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ، وَادَّعَيْتُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَ رَسُولُ اللهِ وَتَرَكْتُمْ سُنَّتَهُ، وَقَرَأْتُمُ القُرْآنَ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَأَكَلْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ وَلَمْ تُؤَدُّوا شُكْرَهُا، وَقُلْتُمْ: إِنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوُّكُمْ وَوَافَقْتُمُوهُ، وَقُلْتُمْ: إِنَّ النَّارَ حَقٌّ وَلَمْ تَهْرُبُوا مِنْهَا، وَقُلْتُمْ: إِنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ وَلَمْ تَعْمَلُوا لَهَا، وَقُلْتُمْ: إِنَّ المَوْتَ حَقٌّ وَلَمْ تَسْتَعِدُّوا لَهُ، وَإِذَا انْتَبَهْتُمْ مِنَ النَّوْمِ اشْتَغَلْتُمْ بِعُيُوبِ النَّاسِ وَنَسِيتُمْ عُيُوبَكُمْ، وَدَفَنْتُمْ مَوْتَاكُمْ وَلَمْ تَعْتَبِرُوا بِهِمْ. اهـ.

وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ:

نَحْنُ نَدْعُو الإِلَهَ في كُلِّ كَرْبٍ   ***   ثُمَّ نَنْسَاهُ عِنْدَ كَشْفِ الكُرُوبِ

كَـيْـفَ نَـرْجُـو إِجَابَةً لِدُعَاءٍ    ***   قَـدْ سَـدَدْنَا طَـرِيقَهَا بِالذُّنُوبِ

سابعاً: عَدَمُ الدُّعَاءِ بِالإِثْمِ، وَالاسْتِعْجَالُ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا مَأْثَمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُ دَعْوَتَهُ، أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، أَوْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَهَا».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَاً نُكْثِرُ.

قَالَ: «اللهُ أَكْثَرُ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ».

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ؟

قَالَ: «يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَـيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مُجَابِي الدُّعَاءِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1563 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1211
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 231
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 586
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2847
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1255
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7529
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413756072
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :