﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾

8135 - ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾

06-06-2017 2449 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8135
 2017-06-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ جَاءَتْ إِنْكَارَاً عَلَى المُشْرِكِينَ الذينَ نَسَبُوا للهِ تعالى الوَلَدَ زُورَاً وَبُهْتَانَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءَاً إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ * أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ * وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلَاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدَّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ * وَجَعَلُوا المَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثَاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾.

فَالمُشْرِكُونَ نَسَبُوا للهِ تعالى الوَلَدَ، وَاخْتَارُوا أَنْقَصَ الوَلَدَيْنِ، وَهِيَ البِنْتُ، فَقَالَ تعالى: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾. تَنْبِيهٌ عَلَى نُقْصَانِهَا، وَلَوْلَا النُّقْصَانِ في ذَاتِهَا لَمَا احْتَاجَتْ إلى تَزْيِينِ نَفْسِهَا بِالحِلْيَةِ ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾. يَعْنِي إِذَا احْتَاجَتِ المُخَاصَمَةُ وَالمُنَازَعَةُ عَجِزَتْ، وَكَانَت غَيْرَ قَادِرَةٍ عَلى بَيَانِ مَقْصِدِهَا وَإِقَامَةِ حُجَّتِهَا، وَذَلِكَ لِضَعْفِ لِسَانِهَا، وَوَسَاعَةِ عَاطِفَتِهَا بِحَيْثُ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ عَقْلِهَا.

وبناء على ذلك:

فَالآيَةُ رَدٌّ عَلَى مَنْ جَعَلَ للهِ تعالى وَلَدَاً، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ أُنْثَىً، فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يُنْسَبَ إلى اللهِ تعالى الوَلَدُ، وَخَاصَّةً الأُنْثَى التي تُكْمِلُ نَقْصَهَا بِالزِّينَةِ، وَإِذَا خَاصَمَتْ فَلَاعِبَارَةَ لَهَا، بَلْ هِيَ عَاجِزَةٌ؟ ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبَاً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2449 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2025-05-07
 127
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمًا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، حَتَّى وَلَو كَانَ كَافِرًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا الكَلَامُ صَحِيحًا فَكَيْفَ نَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا طَرِيقَ الكُفَّارِ؟
رقم الفتوى : 13617
 السؤال :
 2024-08-01
 1121
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 534
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 750
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 498
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 669
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424669629
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :