الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ سُنَّةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ للرِّجَالِ وَالنّسَاءِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْفِطْرَةُ خَمْسٌ ـ أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ ـ الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَالمُرَادُ بِالتَّقْلِيمِ إِزَالَةُ مَا زِيدَ عَلَى مَا يُلَامِسُ رَأْسَ الأُصْبُعِ.
وَيُسْتَحَبُّ تَقْلِيمُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، وَيُكْرَهُ تَرْكُهَا إلى أَرْبَعِينَ يَوْمَاً، روى الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً.
وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. وَيَقُولُ: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
ثانياً: روى الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرَاً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعَاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ حُجْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ، وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامِعَ امْرَأَتَهُ بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ».
وفي رِوَايَةٍ للشيخين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرَاً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعَاً بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ».
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟
قَالَ: «فَمَنْ؟».
تَرْكِيبُ الأَظْفَارِ عَادَةُ مَنْ؟ هَلْ عُرِفَ عَنِ الصَّالِحَاتِ وَنِسَاءِ السَّلَفِ هَذَا؟
وبناء على ذلك:
فَتَرْكِيبُ الأَظْفَارِ الصِّنَاعِيَّةِ للزِّينَةِ أَمَامَ الزَّوْجِ، أَو أَمَامَ النِّسَاءِ لَا يَجُوزُ، لِأَنَّهُ تَغْييرٌ لِخَلْقِ اللهِ، وَرُبَّمَا أَنْ يَكُونَ هَذَا الفِعْلِ مُنْدَرِجَاً في حَدِيثِ الوَاصِلَةِ وَالمُسْتَوْصِلَةِ الذي رواه الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ.
وَإِذَا كَانَ تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ في كُلِّ أُسْبُوعٍ مِنَ السُّنَّةِ، فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تُقَلِّمَ المَرْأَةُ أَظْفَارَهَا، ثُمَّ تَأْتِي بالأَظْفَارِ الصِّنَاعِيَّةِ؟ فَلْتَتَّقِ اللهَ المَرْأَةُ، وَلْتَنْظُرْ لِمَنْ تُقَلِّدُ في ذَلِكَ؟
وَإِذَا أَرَادَت الَمرأَةُ أَن تَتَجَمَّلَ بِأَظْفَارِهَا لِزَوجِهَا فَلْتَجْعَل طِلَاءَ الأَظْفَارِ عَلَى أَظْفَارِهَا وَإِذَا أَرَادَت الاغْتِسالَ أَو الوُضُوءَ فَيَجِبُ إِزَالَةُ الطِّلاءِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |