الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾. هُوَ خِطَابٌ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصْفَحَ الصَّفْحَ الجَمِيلَ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ؛ وَهُوَ خِطَابٌ لِأُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ وَالصَّفْحُ عَمَّنْ أَسَاءَ هُوَ أَبْلَغُ مِنَ العَفْوِ، وَقَدْ يَعْفُو الإِنْسَانُ وَلَا يَصْفَحُ.
وَالصَّفْحُ الجَمِيلُ هُوَ العَفْوُ عَمَّنْ أَسَاءَ، مَعَ مَحْوِ أَثَرِهِ مِنَ النَّفْسِ، وَبِدُونِ عِتَابٍ للمُسِيءِ.
وبناء على ذلك:
فَالصَّفْحُ الجَمِيلُ خُلُقٌ سَامٍ عَالٍ لَا يَصِلُ إِلَيْهِ إِلَّا أَصْحَابُ النُّفُوسِ الزَّكِيَّةِ، حَيْثُ يَصْفَحُونَ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ بِدُونِ عِتَابٍ. هذا، والله تعالى أعلم.