الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالإِنْسَانُ لَيْسَ شَرِيكَاً مَعَ اللّٰهِ تعالى، الإِنْسَانُ عَبْدٌ مَأْمُورٌ مِنَ اللّٰهِ تعالى، وَعَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِمَا كُلِّفَ بِهِ، ثُمَّ يَتَبَرَّأَ مِنْ حَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ إلى حَوِلِ اللّٰهِ وَقُوَّتِهِ، وَيَتَوَكَّلَ عَلَى اللّٰهِ تعالى بَعْدَ الأَخْذِ بِالأَسْبابِ.
وَعَلَيْهِ أَنْ يَعْتَقِدَ اعْتِقَادَاً جَازِمَاً بِأَنَّ الأَسْبَابَ لَيْسَتْ شَرِيكَةً مَعَ اللّٰهِ تعالى، بَلْ هِيَ مُسَخَّرَةٌ للّٰهِ تعالى.
وَعَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَقُومَ بِمَا كُلِّفَ بِهِ ثُمَّ يَتَوَكَّلَ عَلَى اللّٰهِ تعالى.
قَالَ تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ﴾.
وبناء على ذلك:
فَلَا يَلِيقُ بِالمُؤْمِنِ أَنْ يَقُولَ: هَذَا الَّذِي عَلَيَّ وَالباقِي عَلَى اللّٰهِ تعالى، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ بِالأَسْبَابِ، ثُمَّ يَقُولَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّٰهِ تعالى، سَائِلَاً المَوْلَى المَعُونَةَ مِنْهُ تَبَارَكَ وتعالى. هذا، واللّٰه تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |