حتى أكون من المخلَصين

8654 - حتى أكون من المخلَصين

31-01-2018 1261 مشاهدة
 السؤال :
ربنا عز وجل يقول مخبراً عن الشيطان ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ﴾ فما هو السبيل حتى أكون من المخلَصين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8654
 2018-01-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالسَّبِيلُ حَتَّى يَكُونَ الوَاحِدُ مِنَ المُخْلَصِينَ:

أولاً: أَنْ تَعْتَقِدَ اعْتِقَادَاً جَازِمَاً أَنَّ الشَّيْطَانَ هُوَ العَدُوُّ الحَقِيقِيُّ لَكَ، وَأَنْ تَتَّخِذَهُ عَدُوَّاً، وَأَنْ تُخَالِفَهُ جُمْلَةً وَتَفْصِيلَاً، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوَّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

ثانياً: أَنْ تَتَحَصَّنَ بِاللهِ تعالى مِنْهُ، لِأَنَّ اللهَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ لَمْ يَدَعْنَا في حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا، بَلْ يَسَّرَ عَلَيْنَا السَّبِيلَ، وَبَيَّنَ لَنَا طَرِيقَ التَّحَصُّنِ مِنْ هَذَا العَدُوِّ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾.

ثُمَّ بَيَّنَ لَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ» رواه الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

ثالثاً: أَنْ تَسْلُكَ طَرِيقَ المُخْلِصِينَ المُخْلَصِينَ؛ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ أَنْ تَسْلُكَ الطَّرِيقَ الذي سَلَكَهُ سَيِّدُنَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ مُرَاقَبَةِ اللهِ تَعَالَى كَمَا أَخْبَرَنَا رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهُ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ كَيفَ كَانَتْ مُرَاقَبَتُهُ للهِ وَالتِجَاؤُهُ إِلَيهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾. مُرَاقَبَةٌ للهِ تعالى في جَمِيعِ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، مَعَ الإِخْلَاصِ، وَبِذَلِكَ صَارَ مِنَ المُخْلَصِينَ بِفَضْلِ اللهِ تعالى، وَهَذَا الأَمْرُ يَحْتَاجُ إلى مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ.

رابعاً: كَثْرَةُ مُجَالَسَةِ المُخْلِصِينَ المُخْلَصِينَ بِصِدْقٍ، حَتَّى يَـسْرِيَ عَلَيْكَ مِنْ حَالِهِمْ، وَهَذَا مَا حَقَّقَهُ أَصْحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرَاً. رواه الإمام مسلم عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

خامساً: كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ تعالى، وَكَثْرَةُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِذَلِكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1261 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1215
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 232
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 588
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2848
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1255
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7532
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413848642
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :