﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾

8679 - ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾

07-02-2018 379 مشاهدة
 السؤال :
ما تفسير قول الله تعالى: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8679
 2018-02-07

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾. يَعْنِي فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ، لَا دَافِعَ لِقَضَائِهِ، وَلَا مَانِعَ عَنْ حُكْمِهِ في أَرْضِهِ، وَلَا في سَمَائِهِ ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمَاً قَدِيرَاً﴾. ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾. وَمَشِيئَتُهُ هِيَ النَّافِذَةُ.

وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ في حَقِّ سَيِّدِنَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِخْوَتِهِ، حَيْثُ أَرَادَ إِخْوَتُهُ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَالِدِهِ سَيِّدِنَا يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَنْ يَجْعَلُوهُ في الجُبِّ، وَأَرَادُوا بِهِ كُلَّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ، وَلَكِنَّ اللهَ تعالى أَرَادَ بِهِ كُلَّ خَيْرٍ، فَكَانَ الأَمْرُ كَمَا أَرَادَ اللهُ تعالى وَدَبَّرَ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ بِيَدِ اللهِ تعالى.

وَمَنْ تَدَبَّرَ أَحْوَالَ الدُّنْيَا وَعَجَائِبَ أَحْوَالِهَا عَرَفَ وَتَيَقَّنَ أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ تعالى، وَأَنَّ قَضَاءَ اللهِ تعالى هُوَ الغَالِبُ، وَمَشِيئَتَهُ هِيَ العُلْيَا.

وبناء على ذلك:

فَالمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾. يَعْنِي: وَاللهُ غَالِبٌ غَيْرَهُ عَلَى إِنْجَازِ وَتَحْقِيقِ أَمْرِهِ، وَأَنْ يَعْلَمَ العِبَادُ عِلْمَاً جَازِمَاً أَنَّ اللهَ تعالى إِذَا أَرَادَ قَـضَى المُرَادَ، وَلَا رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلَا مَانِعَ وَلَا مُخَالِفَ، بَلْ هُوَ الغَالِبُ لِمَا سِوَاهُ.

وَيَقُولُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ في هَذِهِ الآيَةِ: يَعْنِي فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
379 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2025-05-07
 122
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمًا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، حَتَّى وَلَو كَانَ كَافِرًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا الكَلَامُ صَحِيحًا فَكَيْفَ نَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا طَرِيقَ الكُفَّارِ؟
رقم الفتوى : 13617
 السؤال :
 2024-08-01
 1114
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 526
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 743
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 490
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 660
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3234
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424572447
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :