الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾. وَهَذَا النَّهْيُ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ.
وَالخَمْرُ لُعِنَتْ عَلَى عَـشْرَةِ أَوْجُهٍ: بِعَيْنِهَا، وَعَاصِرِهَا، وَمُعْتَصِرِهَا، وَبَائِعِهَا، وَمُبْتَاعِهَا، وَحَامِلِهَا، وَالمَحْمُولَةِ إِلَيْهِ، وَآكِلِ ثَمَنِهَا، وَشَارِبِهَا، وَسَاقِيهَا.
وَمَا تَسَبَّبَ إلى الحَرَامِ فَهُوَ حَرَامٌ، لِمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ قَيِّمَاً كَانَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي أَرْضٍ لَهُ، فَأَخْبَرَهُ عَنْ عِنَبٍ أَنَّهُ لاَ يَصْلُحُ زَبِيبَاً، وَلَا يَصْلُحُ أَنْ يُبَاعَ إِلَّا لِمَنْ يَـعْصِرُهُ، فَأَمَرَهُ بِقَلْعِهِ، وَقَال: بِئْسَ الشَّيْخُ أَنَا إِنْ بِعْتُ الْخَمْرَ. اهـ.
وبناء على ذلك:
فَيَحْرُمُ بَيْعُ العِنَبِ لِمَنْ يَتَّخِذُهُ خَمْرَاً، لِأَنَّ إِعَانَةَ العَاصِي عَلَى مَعْصِيَةٍ مَعْصِيَةٌ للهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |