الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ﴾. فَالآيَةُ صَرِيحَةٌ في تَحْرِيمِ زَوْجَاتِ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَالأَجْدَادُ مِنَ الآبَاءِ، وَهَذَا التَّحْرِيمُ لَا يُشْتَرَطُ فِيهِ الدُّخُولُ، بَلِ التَّحْرِيمُ يَثْبُتُ بِمُجَرَّدِ العَقْدِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَهَذِهِ المَرْأَةُ هِيَ زَوْجَةٌ لِأَبِيكَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، سَوَاءٌ دَخَلَ بِهَا أَو لَمْ يَدْخُلْ، وَسَوَاءٌ خَلَا بِهَا خَلْوَةً شَرْعِيَّةً أَوْ لَمْ يَخْلُ، فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْكَ حُرْمَةً مُؤَبَّدَةً بِمُجَرَّدِ العَقْدِ عَلَيْهَا.
لِأَنَّ المَقْصُودَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ﴾ هُوَ العَقْدُ المُسْتَوْفِي لِـشُرُوطِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |