ورقة اليانصيب

9458 - ورقة اليانصيب

05-02-2019 30140 مشاهدة
 السؤال :
رجل أخطأ في شراء ورقة اليانصيب، وربح مبلغاً كبيراً من المال، فما هو الواجب عليه فعله؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9458
 2019-02-05

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَزِيزِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالمَيْـسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾.

وَالمَيْسِرُ هُوَ كُلُّ مُعَامَلَةٍ دَائِرَةٍ بَيْنَ الغُنْمِ وَالغُرْمِ، لَا يَدْرِي فِيهَا العَامِلُ هَلْ يَكُونُ غَانِمَاً أو غَارِمَاً، وَهَذَا الأَمْرُ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَلَا يَخْفَى عَلَى الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ قُبْحُ هَذَا الفِعْلِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى قَرَنَهُ بِعِبَادَةِ الأَصْنَامِ وَبِالخَمْرِ وَالأَزْلَامِ، وَهُوَ مَغْمُورٌ بِجَانِبِ المَضَارِّ، قَالَ تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾.

وَالتَّعَامُلُ بِالمَيْسِرِ وَالقِمَارِ فِيهِ إِثْمٌ كَبِيرٌ كَمَا قَالَ اللهُ تعالى.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَاليَانَصِيبُ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ مَالٍ كَثِيرٍ تَجْمَعُهُ الشَّرِكَاتُ المُشْرِفَةُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أُلُوفِ النَّاسِ، ثُمَّ تُعْطِي مِنْهُ لِعَدَدٍ قَلِيلٍ مِنْهُمْ، عَنْ طَرِيقِ القُرْعَةِ، وَهَذَا هُوَ القِمَارُ الذي هُوَ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ المَيْسِرِ المُحَرَّمِ بِإِجْمَاعِ الأُمَّةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْـسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾.

وَمَا كَانَ سَبَبَاً لِغَضَبِ اللهِ تعالى فَهُوَ حَرَامٌ وَكَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَهُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، وَيُوقِعُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ بَيْنَ النَّاسِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تعالى في خِتَامِ الآيَةِ: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾؟ فَهَلْ تَنْتَهِي الأُمَّةُ عَنْ هَذَا أَمْ لَا؟

وَالمَالُ الذي دَخَلَ لِهَذَا الإِنْسَانِ هُوَ مَالٌ حَرَامٌ يَجِبُ التَّخَلُّصُ مِنْهُ بِإِنْفَاقِهِ في مَصَالِحِ المُسْلِمِينَ العَامَّةِ، كَأَنْ يُنْفِقَهُ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالغَارِمِينَ، وَلَا أَرَى أَنْ يَشْتَرِيَ بِهِ مَصَاحِفَ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَلَا أَنْ يَدْفَعَهُ إلى المَسَاجِدِ.

هَذَا بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالنَّدَمِ عَلَى مَا حَصَلَ، وَالجَزْمِ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ إلى مِثْلِ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
30140 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في المعاملات

 السؤال :
 2025-03-09
 133
مَا مَدَى شَرْعِيَّةِ تَحْوِيلِ العُمْلَةِ السُّورِيَّةِ مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ عَنْ طَرِيقِ البَنْكِ مَعَ الزِّيَادَةِ؟ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ: يَدْفَعُ رَجُلٌ لِآخَرَ مَبْلَغًا قَدْرُهُ مِلْيُونُ لِيْرَةٍ سُورِيَّةٍ وَنِصْفُ، عَلَى أَنْ يُحَوِّلَ لَهُ مَبْلَغًا مِلْيُونَا لَيْرَةٍ سُورِيَّةٍ إِلَى حِسَابِهِ فِي البَنْكِ.
 السؤال :
 2024-08-21
 464
رَجُلٌ أَقْرَضَ رَجُلًا آخَرَ مَبْلَغًا مِنَ المَالِ عَلَى أَنْ يَرُدَّهُ إِذَا مَا احْتَاجَهُ أَوْ طَلَبَهُ الأَوَّلُ، وَبَعْدَ مُدَّةٍ احْتَاجَ الأَوَّلُ لِلْمَبْلَغِ وَطَلَبَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، لَكِنَّ صَاحِبَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ تَأْمِينَ المَبْلَغِ إِلَّا عَنْ طَرِيقٍ قَرْضٍ رِبَوِيٍّ، فَهَلْ يَجُوزُ لِلْمُقْرِضِ اسْتِيفَاءُ دَيْنِهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ سَدَادَ قَرْضِهِ سَيَكُونُ مِنْ قَرْضٍ رِبَوِيٍّ؟ وَهَلْ عَلَيْهِ إِثْمٌ في حَالِ اسْتَوْفَى مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الحَالِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 829
مَا حُكْمُ الذي يَسْتَوْرِدُ بِضَاعَةً ـ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ ـ مِنَ الصِّينِ، وَيَكْتُبُ عَلَيْهَا صِنَاعَةُ دَوْلَةٍ أُخْرَى كَاليَابَانِ، أَو السُّوَيْدِ، أَو أَلَمَانْيَا، أو غَيْرِهَا مِنَ الدُّوَلِ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ يَقُولُ للمُشْتَرِي: هَذِهِ بِضَاعَةٌ صِينِيَّةٌ؟ وَهَلْ يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِذَلِكَ أَنْ يَنْصَحَ المُشْتَرِيَ؟
 السؤال :
 2023-02-02
 861
مَاتَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَعَلَيْهِ دُيُونٌ، وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا بَيْتًا، وَقِيمَةُ البَيْتِ إِذَا بِيعَ تُسَدِّدُ دُيُونَهُ، فَهَلْ يَجِبُ بَيْعُ البَيْتِ لِسَدَادِ دُيُونِهِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 1198
مَا حُكْمُ بَيْعِ الذَّهَبِ القَدِيمِ بِجَدِيدٍ مَعَ دَفْعِ الفَرْقِ؟
 السؤال :
 2022-02-14
 865
أَنَا أَعْمَلُ أَجِيرًا عِنْدَ بَائِعِ الذَّهَبِ، وَلَكِنَّ صَاحِبِ المَحَلِّ يَبِيعُ الذَّهَبَ لِأَجَلٍ، فَهَلْ أَنَا شَرِيكٌ مَعَهُ في الإِثْمِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5679
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422661274
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :