والده كان يشرب الخمر

9561 - والده كان يشرب الخمر

22-03-2019 568 مشاهدة
 السؤال :
والدي رَحِمَهُ اللهُ تعالى كان شارباً للخمر ـ أسأل الله تعالى له المغفرة ـ وأراه في منامي دائماً وهو سكران، فبماذا تنصحني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9561
 2019-03-22

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا رَيْبَ أَنَّ شُرْبَ الخَمْرِ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ وَالآثَامِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَلَكِنْ مِنْ تَمَامِ فَضْلِ اللهِ تعالى عَلَى خَلْقِهِ أَنَّهُ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِعِبَادِهِ، وَقَالَ مُطَمْئِنَاً لَهُمْ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعَاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

وَإِنِّي أَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَكُونَ وَالِدُكَ مَاتَ وَهُوَ تَائِبٌ إلى اللهِ تعالى، وَالتَّوْبَةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ تعالى وَبِالنَّاسِ مَطْلُوبٌ شَرْعَاً؛ هذا أولاً.

ثانياً: الرُّؤْيَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: الأَوَّلُ: أَنْ يَرَى العَبْدُ مَا يَسُرُّهُ.

الثَّانِي: أَنْ يَرَى خِلَافَ ذَلِكَ، يَرَى شَيْئَاً يَكْرَهُهُ.

الثَّالِثُ: أَنْ يَرَى مَا هُوَ مُتَصَوِّرُهُ وَيَتَخَيِّلُهُ.

فَالأَوَّلُ حَدِّثْ بِهِ مَنْ تُحِبُّ لِكَيْ يُؤَوِّلَ لَكَ مَا رَأَيْتَ تَأْوِيلَاً حَسَنَاً.

وَالثَّانِي مِنَ الشَّيْطَانِ، فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَاتْفُلْ عَنْ يَسَارِكَ، وَلَا تُحَدِّثْ بِهِ أَحَدَاً، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكَ.

وَالثَّالِثُ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَأَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَكُونَ وَالِدُكَ مَاتَ عَلَى تَوْبَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «المُؤْمِنُ وَاهٍ رَاقِعٌ، فَسَعِيدٌ مَنْ هَلَكَ عَلَى رَقَعِهِ» رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالأَوْسَطِ، وَالبَزَّارُ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمَا تَرَاهُ هُوَ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمِنَ الشَّيْطَانِ ـ وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ ـ وَأَنْصَحُكَ بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَهُ، وَتَصَدَّقْ عَنْهُ مَا اسْتَطَعْتَ إلى ذَلِكَ سَبِيلَاً، وَلَا تُحَدِّثْ أَحَدَاً عَنْ ذَلِكَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
568 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1217
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 232
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 589
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2848
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1256
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7532
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413902431
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :