الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ نَصَّ الفُقَهَاءُ بِأَنَّ بَيْعَ الحَيَوَانِ بِالحَيَوَانِ جَائِزٌ شَرْعَاً، فَيَجُوزُ بَيْعُهُ مُتَفَاضِلَاً، وَلَو كَانَ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، أَو مِنْ جِنْسَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ، كَبَيْعِ شَاةٍ بِشَاتَيْنِ، وَبَيْعِ شَاةٍ بِبَعِيرٍ، لِأَنَّ الحَيَوَانَ لَيْسَ بِمَالٍ رِبَوِيٍّ، لِأَنَّهُ غَيْرُ مَطْعُومٍ عَلَى حَالِهِ وَهَيْئَتِهِ، وَلَيْسَ مِنْ جِنْسِ الأَثْمَانِ.
أَمَّا بَيْعُ اللُّحُومِ بِبَعْضِهَا فَيَجُوزُ إِنْ كَانَتْ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، بِشَرْطِ التَّمَاثُلِ وَالحُلُولِ وَالتَّقَابُضِ، لِأَنَّهَا مِنَ الأَمْوَالِ الرِّبَوِيَّةِ، فَإِنِ اخْتَلَفَ الجِنْسُ كَلَحْمِ شَاةٍ بِلَحْمٍ بَقَرٍ، فَيَجُوزُ التَّفَاضُلُ بِشَرْطِ التَّقَابُضِ وَالحُلُولِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَيَجُوزُ بَيْعُ شَاتَيْنِ هَزِيلَتَيْنِ بِشَاةٍ سَمِينَةٍ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |