الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَإِنَّ عَمَّةَ الأُمِّ هِيَ بِمَنْزِلَةِ العَمَّةِ للأَبْنَاءِ، فَتُعْتَبَرُ مَحْرَمَاً لَهُ، وَالقَاعِدَةُ تَقُولُ: إِنَّ أَقَارِبَ الأَبِ أَو الأُمِّ وَإِنْ عَلَوْا، فَإِنَّهُمْ يَقْرَبُونَ للأَبْنَاءِ، نَفْسَ القَرَابَةِ، فَمَثَلَاً عَمَّةُ الأَبِ وَعَمَّةُ الأُمِّ، وَإِنْ عَلَتَا هُمَا عَمَّتَانِ للأَبْنَاءِ وَإِنْ نَزَلُوا، وَكَذَلِكَ خَالَةُ الأَبِ وَخَالَةُ الأُمِّ وَإِنْ عَلَوْا فَإِنَّهُمْ يَقْرُبُونَ للأَبْنَاءِ كَقَرَابَتِهِم لِلآبَاءِ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَنِسَاءُ أَعْمَامِكَ اللَّوَاتِي هُنَّ عَمَّاتُكَ مِنْ مَحَارِمِكَ، فَلِمَاذَا لَا تُصَافِحُهُنَّ؟ إِلَّا إِذَا كُنْتَ في سِنِّ الشَّبَابِ وَهُنَّ في سِنِّ الصِّبَا وَتَخَافُ عَلَى نَفْسِكَ مِنَ الفِتْنَةِ فَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ أُخْرَى.
وَإِذَا كُنْتَ تَخَافُ مِنَ النَّاسِ أَنْ يَقُولُوا عَنْكَ كَيْفَ تُوَاجِهُ نِسَاءَ أَعْمَامِكَ وَهُنَّ أَجْنَبِيَّاتٌ عَنْكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّهُنَّ عَمَّاتُكَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |