الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن عبارة: من عرف نفسه فقد عرف ربّه ليست حديثاً شريفاً، ويقول الإمام النووي: ليس بثابت، يعني عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والإنسان إذا أراد أن يعرف نفسه فعليه بتلاوة القرآن العظيم، فإن الله تعالى عرَّف الإنسان على ذاته من خلال القرآن العظيم، على سبيل المثال يقول تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً} [المعارج: 19 ـ 21].
ويقول: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ} [النساء: 128].
ويقول: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53].
ويقول: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28].
ويقول تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34].
ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء: 11].
ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُوراً} [الإسراء: 100].
ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [الكهف: 54].
ويقول: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} [مريم: 67].
ويقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12].
إلى آخر الآيات التي تعرِّفه على نفسه، ومن عرف نفسه من خلال القرآن الكريم، عرف الله تعالى كذلك من خلال القرآن الكريم حيث عرَّفنا على ذاته في القرآن العظيم، مثل قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4].
وقوله: {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16].
وقوله: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255].
وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].
وقوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |