عقيدة الجبرية

13475 - عقيدة الجبرية

22-02-2025 175 مشاهدة
 السؤال :
نُرِيدُ أَنْ نَعْرِفَ شَيْئًا بِاخْتِصَارٍ عَنِ الفِرْقَةِ الجَبْرِيَّةِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13475
 2025-02-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنَّ فِرْقَةَ الجَبْرِيَّةِ قَدْ خَالَفَتْ مَنْهَجَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، حَيْثُ نَفَتْ هَذِهِ الفِرْقَةُ الفِعْلَ حَقِيقَةً عَنِ العَبْدِ، وَأَضَافَتْهُ إلى اللهِ تعالى، وَأَشْهَرُ مَنْ قَالَ بِذَلِكَ الجَهْمِيَّةُ أَتْبَاعُ الجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ، حَيْثُ زَعَمَ أَنَّ الإِنْسَانَ لَا يُوصَفُ بِالاسْتِطَاعَةِ عَلَى الفِعْلِ، بَلْ هُوَ مَجْبُورٌ بِمَا يَخْلُقُهُ اللهُ تعالى فِيهِ مِنَ الأَفْعَالِ، كَسَائِرِ الجَمَادَاتِ.

جَاءَ فِي شَرْحِ الطَّحَاوِيَّةِ لِابْنِ جِبْرِينَ: هَذِهِ الفِرْقَةُ تَزْعُمُ أَنَّ العِبَادَ كُلَّهُمْ لَيْسَ لَهُمْ أَدْنَى قُدْرَةٍ، وَلَا أَدْنَى حَرَكَةٍ، وَإِنَّمَا حَرَكَاتُهُمْ وَرُكُوعُهُمْ وُسُجُودُهُمْ وَكَسْبُهُمْ وَعَطَاؤُهُمْ وَمَنْعُهُمْ، وَصَلَاتُهُمْ وَصَوْمُهُمْ، وَحَجُّهُمْ وَعُمْرَتُهُمْ، وَطَوَافُهُمْ وَسَعْيُهُمْ، وَجِهَادُهُمْ وَنَفَقَاتُهُمْ، كُلُّهَا لَيْسَتِ اخْتِيَارِيَّةً بَلْ قَهْرِيَّةً؛ وَكَذَلِكَ المَعَاصِي يَعْتَبِرُونَهَا قَهْرِيَّةً، فَهُمْ يَعْذُرُونَ مَنْ زَنَى، وَمَنْ سَرَقَ، وَمَنْ قَتَلَ، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ، وَمَنْ نَهَبَ، وَمَنْ سَلَبَ؛ لِأَنَّهُمْ فِي زَعْمِهِمْ لَيْسَ لَهُمْ فِعْلٌ، بَلْ هُمْ مَجْبُورُونَ عَلَى هَذَا الفِعْلِ.

لَا شَكَّ أَنَّ قَوْلَهُمْ هَذَا تَبْطُلُ بِهِ الأَحْكَامُ، وَتُعَطَّلُ الشَّرَائِعُ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى إِرْسَالِ الرُّسُلِ، مَا دَامَ المُطِيعُ مَجْبُورًا عَلَى الطَّاعَةِ، وَالعَاصِي مَجْبُورًا عَلَى المَعْصِيَةِ، إِذًا فَلِمَاذَا أَمَر اللهُ وَنَهَى؟

لَا شَكَّ أَنَّ هَذَا تَجَرُّؤٌ عَلَى اللهِ جَلَّ وَعلَا. اهـ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَعَقِيدَةُ الجَبْرِيَّةِ أَنَّهُ لَا فِعْلَ لِأَحَدٍ غَيْرُ اللهِ تعالى، وَالإِنْسَانُ مَجْبُورٌ عَلَى عَمَلِهِ، لَا اخْتِيَارَ لَهُ، وَهِيَ عَقِيدَةٌ فَاسِدَةٌ وَمُخَالِفَةٌ لِعَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: الإِنْسَانُ يَفْعَلُ بِاخْتِيَارِهِ، وَهُوَ مُخْتَارٌ مُخَيَّرٌ، وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ إِرْسَالُ الرُّسُلِ وَالتَّكَالِيفُ الشَّرْعِيَّةُ مِنْ خِلَالِ الوَحْيِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْإِنْسَانِ اخْتِيَارٌ لَكَانَ إِرْسَالُ الرُّسُلِ وَالتَّكَالِيفُ الشَّرْعِيَّةُ عَبَثًا، وَتَعَالَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

وَيَقُولُ العَلَّامَةُ ابْنُ عَابِدِينَ في حَاشِيَتِهِ: لَكِنَّ الْجَبْرِيَّةَ الْخَالِصَةَ يَقُولُونَ: إنَّ الْعَبْدَ بِمَنْزِلَةِ الْجَمَادَاتِ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَعْلَمُ الشَّيْءَ قَبْلَ وُقُوعِهِ، وَإِنَّ عِلْمَهُ حَادِثٌ لَا فِي مَحَلٍّ، وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَتَّصِفُ بِمَا يُوصَفُ بِهِ غَيْرُهُ كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ يَفْنَيَانِ. اهـ. هذا، والله تعالى أعلم.

175 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  المسائل المتعلقة بالعقيدة

 السؤال :
 2025-03-22
 341
لَقَدْ سَمِعْتُ كَلَامًا مِنْ بَعْضِ العُلَمَاءِ يَقُولُ: إِنَّ السَّيِّدَةَ آمِنَةَ أُمَّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَتْ فِي الجَنَّةِ، بَلْ هِيَ في ...... فَضَاقَ صَدْرِي مِنْ هَذَا الكَلَامِ، فَمَا صِحَّةُ هَذَا الكَلَامِ؟
 السؤال :
 2025-03-03
 288
مَا صِحَّةُ القَوْلِ: إِنَّ النَّارَ سَوْفَ تَفْنَى يَوْمَ القِيَامَةِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 304
هَلْ هُنَاكَ دَلِيلٌ مِنَ القُرْآنِ العَظِيمِ وَالسُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، عَلَى أَنَّ تَوْحِيدَ الرُّبُوبِيَّةِ هُوَ عَيْنُ تَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 240
هَلْ بِالإِمْكَانِ الحَدِيثُ عَنِ الإِمَامِ الأَشْعَرِيِّ، وَمَاذَا قَالَ فِيهِ العُلَمَاءُ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 612
مَا هِيَ عَقِيدَةُ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُمْ؟ وَهَلْ كَانَ بَيْنَهُمْ خِلَافٌ في صِفَاتِ اللهِ تعالى؟
 السؤال :
 2025-02-15
 266
رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ، فَإِذَا هُوَ بِالبَقِيعِ، فَقَالَ: «أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ». هَلْ بِالإِمْكَانِ شَرْحُ كَيْفِيَّةِ نُزُولِ اللهِ تعالى إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424830985
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :