الأمير يبقى أميرًا

13633 - الأمير يبقى أميرًا

14-05-2025 159 مشاهدة
 السؤال :
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13633
 2025-05-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَكْفِيكَ شَرَفًا أَنَّكَ مَحسُودٌ وَلَسْتَ بِحَاسِدٍ، لِأَنَّ الحَاسِدَ يَعْتَرِضُ عَلَى اللهِ تَعَالَى فِي عَطَائِهِ، لِهَذَا يَقُولُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ـ أَوْ قَالَ: الْعُشْبَ ـ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَفِي رِوَايَةٍ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ: الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ».

فَالحَاسِدُ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، مُتْعِبٌ نَفْسَهُ وَمُحْزِنُهَا، وَأَوْقَعَ نَفْسَهُ فِي الإِثْمِ، وَرَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى مَنْ قَالَ:

وأَظلمُ أَهْلِ الأَرْضِ مَنْ كَانَ حَاسِدًا   ***   لِمَنْ بَاتَ فِي نَعمَائِهِ يَتَقَلَّبُ

وَالحَسَدُ حَسَكٌ مَنْ تَعَلَّقَ بِهِ هَلَكَ، وَكَفَى لِلْحَاسِدِ ذَمًّا آخِرُ سُورَةِ العَلَقِ.

وَيَقُولُ سَيِّدُنَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَيْسَ فِي خِصَالِ الشَّرِّ أَعْدَلُ مِنَ الْحَسَدِ، يَقْتُلُ الْحَاسِدَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إلَى الْمَحْسُودِ. كَذَا فِي أَدَبِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ.

وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى مَنْ قَالَ:

دَعِ الْحَسُودَ وَمَا يَلْقَاهُ مِنْ كَـمَدِهْ   ***   كَفَّاكَ مِنْهُ لَهَيْبُ النَّارِ فِي كَبِدِهْ

إنْ لُـمْتَ ذَا حَسَدٍ نَفَّسْتَ كُرْبَتَهُ   ***   وَإِنْ سَــكَتَّ فَقَدْ عَذَّبْتَهُ بِيَدِهْ

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيَكْفِي المَحْسُودَ أَنَّ سُكُوتَهُ عَنْ حَاسِدِهِ يَجْعَلُ لَهِيبًا فِي قَلْبِ حَاسِدِهِ، فَالمُنْعَمُ عَلَيْهِ مَا دَامَ للهِ شَاكِرًا عَلَى نِعَمِهِ فَهُوَ السَّيِّدُ فِي سَائِرِ أَحْوَالِهِ، فِي العَطَاءِ وَفِي المَنْعِ، وَفِي الخَفْضِ وَفِي الرَّفْعِ؛ المُنْعَمُ عَلَيْهِ عَارِفٌ وَعَالِمٌ بِمَوْلَاهُ، إِنْ أَعْطَاهُ شَكَرَ، وَإِنْ مَنَعَهُ صَبَرَ، فَهُوَ لَا يُبَالِي فِي أَيِّ مَقَامٍ أَقَامَهُ اللهُ تَعَالَى، فَسِيَادَتُهُ بِمَوْلَاهُ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ، وَرَحِمَ اللهُ تَعَالَى مَنْ قَالَ:

إِنَّ الْأَمِيرَ هُــوَ الَّــذِي   ***   أَضْحَى أَمِيرًا يَوْمَ عَزْلِهِ

إِنْ زَالَ سُلْطَانُ الْوِلَايَةِ   ***   كَــانَ فِي سُلْطَانِ عَدْلِهِ

هذا، والله تعالى أعلم.

 

159 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 171
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 442
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 151
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 177
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 208
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596
 السؤال :
 2025-04-23
 147
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ وَعْدَ اللهِ تَعَالَى لَا يُخْلَفُ، وَلَكِنَّ السُّؤَالَ: أَيْنَ نَصْرُ اللهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ؟
رقم الفتوى : 13595

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5699
المقالات 3222
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 423815331
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :