الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فما فعله صاحبك حرام، وكبيرة من الكبائر، لأنه أكلٌ لأموال الناس بالباطل، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً} [النساء: 29 ـ 30].
فلذلك من الواجب عليه أن يتوب إلى الله توبة صادقة، ومن تمام التوبة الصادقة إعادة الحقوق لأصحابها، ولا يشترط في إعادة الحقوق أن يعلم صاحبه بأن هذا من حقه، بل عليه أن يعيدها بأيّ طريقة كانت إذا كان يخشى على نفسه من الضرر، وإلا فليصرِّح له ويستحلّه بما فعل، فإن سامحه فبها ونعمت، وإلا فهو دين في ذمته عليه أن يسرع في تبرئة ذمته منه قبل موته، فإذا كان مفلساً وجب على صاحبه أن يُنظِره وذلك لقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280]. وعليه بكثرة الاستغفار والندم، وأن يكتب ما عليه في وصية، وإذا صدق في توبته فالله يعينه على سداد دينه. غفر الله لنا وله. هذا، والله تعالى أعلم.