الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: أَرْجُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا تَكُونَ سَبَبَاً في انْحِرَافِهَا، وَذَلِكَ بِسَبَبِ تَقْصِيرِكَ مَعَ زَوْجَتِكَ بِإِعْفَافِهَا عَنِ الحَرَامِ.
ثانياً: أَنْصَحُكَ بِالسَّتْرِ عَلَيْهَا، وَأَنْ تَأْمُرَهَا بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ، وَأَنْ تَقْطَعَ جَمِيعَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ في بَيْتِكَ، وَأَنْ تُلْغِيَ (النت) الذي أَفْسَدَ العِبَادَ وَالبِلَادَ، وَأَنْ تُبْقِيَهَا في عِصْمَتِكَ.
وَأَمَّا إِذَا كُنْتَ تَشُكُّ في صِدْقِ تَوْبَتِهَا، وَسَتَبْقَى في شَكٍّ مِنْ أَمْرِهَا، وَتَرَى حَيَاتَكَ مُنَغَّصَةً مَعَهَا، فَخُذْ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلَّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ وَاسِعَاً حَكِيمَاً﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَلَا إِثْمَ عَلَيْكَ في طَلَاقِهَا إِنْ بَقِيَتْ مُصِرَّةً عَلَى عَلَاقَاتِهَا مَعَ الشَّبَابِ، بَلِ الوَاجِبُ عَلَيْكَ طَلَاقُهَا في مِثْلِ هَذَا الحَالِ، وَإِنْ لَمْ تُطَلِّقْهَا فَأَنْتَ آثِمٌ.
أَمَّا إِذَا صَدَقَتْ في تَوْبَتِهَا، وَمِنْ تَمَامِ التَّوْبَةِ إِلْغَاءُ أَجْهِزَةِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ، وَكُنْتَ تَسْتَطِيعُ نِسْيَانَ المَاضِي بَعْدَ تَوْبَتِهَا، فَأَنْصَحُكَ بِالسَّتْرِ عَلَيْهَا، وَإِبْقَائِهَا في عِصْمَتِكَ، فَهَذَا خَيْرٌ مِنْ طَلَاقِهَا، وَخَاصَّةً أنَّ عِنْدَكَ ابْنَتَيْنِ مِنْهَا.
نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَسْتُرَ أَعْرَاضَنَا. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |