هددها بالطلاق إن لم تشاهد الأفلام

10211 - هددها بالطلاق إن لم تشاهد الأفلام

12-03-2020 907 مشاهدة
 السؤال :
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ الذي يُكْرِهُ زَوْجَتَهُ عَلَى مُشَاهَدَةِ الأَفْلَامِ الإِبَاحِيَّةِ، وَتَأْبَى عَلَيْهِ، فَهَدَّدَهَا إِنْ لَمْ تُشَاهِدْ تِلْكَ الأَفْلَامَ سَوْفَ يُطَلِّقُهَا، فَمَاذَا تَفْعَلُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10211
 2020-03-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولًا: لَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ تعالى عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يَرْعَى زَوْجَتَهُ، فَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ..... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ» رواه الإمام مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

ثانيًا: لَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ غَشَّ رَعِيَّتَهُ، أَو لَمْ يَقُمْ بِنُصْحِهَا شَرْعًا أَنْ يُحَرِّمَ اللهُ تعالى عَلَيْهِ الجَنَّةَ، روى الإمام مسلم عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ».

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَمَا يَفْعَلُهُ الزَّوْجُ كَبِيرَةٌ مِنَ الكَبَائِرِ، وَمُنْكَرٌ مِنْ أَعْظَمِ المُنْكَرَاتِ، وَإِثْمٌ عَظِيمٌ مِنَ الآثَامِ يَتَحَمَّلُهُ الزَّوْجُ يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى إِنْ لَمْ يَتُبْ إلى اللهِ تعالى مِنْ ذَلِكَ.

وَالأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَرْضَى بِارْتِكَابِ المَعْصِيَةِ وَحْدَهُ، بَلْ يُرِيدُ إِغْوَاءَ غَيْرِهِ، فَكَأَنَّهُ صَارَ آمِرًا بِالمُنْكَرِ، وَنَاهِيًا عَنِ المَعْرُوفِ، فَإِذَا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لُعِنُوا كَمَا قَالَ تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ صُبَّتْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَأْمُرُ بِالمُنْكَرِ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى؟

وَيَجِبُ عَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ لَا تُطِيعَ زَوْجَهَا في ذَلِكَ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الإمام أحمد عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تَنْصَحَهُ وَتُذَكِّرَهُ بِاللهِ تعالى، بِالتي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِنِ اسْتَجَابَ وَتَرَكَ المُنْكَرَ فَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللهِ تعالى عَلَيْهِ، وَأَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا، وَلَهَا الأَجْرُ في ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَجِبْ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى، فَالإِثْمُ عَلَيْهِ لَا عَلَيْهَا، وَلْتَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْهُ، وَلَا يَجُوزُ لَهَا أَنْ تُوَافِقَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَتَهْدِيدُهَا بِالطَّلَاقِ لَيْسَ مُبَرِّرًا لَهَا لِارْتِكَابِ هَذِهِ المَعْصِيَةِ، وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ.

وَأَخِيرًا: أَيْنَ حَيَاؤُهُ وَأَيْنَ غَيْرَتُهُ وَهُوَ يَدْعُو زَوْجَتَهُ للنَّظَرِ إلى العَوْرَاتِ الفَاحِشَةِ للرِّجَالِ بِمَا لَا تَخْلُو مِنْهُ الأَفْلَامُ الإِبَاحِيَّةُ وَبِمَا يُعَرِّضُ زَوْجَتَهُ للوُقُوعِ في اسْتِبَاحَةِ مَا زَيَّنَ لَهَا زَوْجُهَا.

وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ. وَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

اللَّهُمَّ احْفَظِ المُسْلِمِينَ وَأَعْرَاضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

907 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 339
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 590
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 233
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 250
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 243
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 300
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3234
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424631148
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :