الاختلاط مع الأصدقاء

11786 - الاختلاط مع الأصدقاء

11-02-2022 958 مشاهدة
 السؤال :
صَدِيقٌ في اللهِ أُحِبُّهُ حُبًّا جَمًّا، وَلَا أَشُكُّ في اسْتِقَامَتِهِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ أَسْمَحَ لِزَوْجَتِي وَبَنَاتِي بِالاخْتِلَاطِ مَعَهُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11786
 2022-02-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَلِكُلِّ عَامِلٍ هَدَفٌ مِنْ عَمَلِهِ وَغَايَةٌ، فَمَا الغَايَةُ مِنِ اخْتِلَاطِ زَوْجَتِكَ وَبَنَاتِكَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الأَجْنَبِيِّ، وَإِنْ كَانَ تَقِيًّا نَقِيًّا صَالِحًا؟

وَهَلْ صَاحِبُ التَّقْوَى وَالصَّلَاحِ يَرْضَى بِهَذَا الاخْتِلَاطِ؟ فَإِنْ كَانَ يَرْضَى بِهَذَا فَأَيْنَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾.

وَأَيْنَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾؟

بَلْ وَأَيْنَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾؟

بَلْ وَأَيْنَ هُوَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾؟

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَذَا الاخْتِلَاطِ، لِأَنَّ الاخْتِلَاطَ سَبَبٌ للفِتْنَةِ، فَالرِّجَالُ إِذَا اخْتَلَطُوا بِالنِّسَاءِ كَانَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ اخْتِلَاطِ النَّارِ وَالحَطَبِ.

وَتَمْكِينُ نِسَائِكَ وَمَحَارِمِكَ مِنَ الاخْتِلَاطِ أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ العُقُوبَاتِ العَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ العَامَّةِ وَالخَاصَّةِ.

وَأُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ تعالى حِكَايَةً عَنْ بَنَاتِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ: ﴿لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ إِشَارَةٌ إلى أَنَّ المَرْأَةَ إِذَا اضْطُرَّتْ للخُرُوجِ إلى العَمَلِ، فَتَخْرُجُ بِمِقْدَارِ الضَّرُورَةِ، وَلَا تَخْتَلِطُ بِالرِّجَالِ، وَتَعْزِلُ نَفْسَهَا عَنْهُمْ.

وَأَرْجِعُ فَأَسْأَلُكَ، وَأَسْأَلُ هَذَا العَبْدَ التَّقِيَّ النَّقِيَّ الصَّالِحَ، وَأَسْأَلُ زَوْجَتَكَ وَبَنَاتِكَ: مَا الغَايَةُ مِنْ ذَلِكَ؟ وَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ إِذَا وَقَعَتِ الفِتْنَةُ ـ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى ـ؟ هَلْ نَسِيتُمْ جَمِيعًا قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»؟ رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ. هذا، والله تعالى أعلم.

958 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-03-23
 50
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقَّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 70
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 51
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527
 السؤال :
 2025-03-12
 68
مَا السَّبِيلُ لِلِاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تَعَالَى، وَخَاصَّةً لِإِنْسَانٍ لَهُ قُرَنَاءُ سُوءٍ؟
رقم الفتوى : 13517
 السؤال :
 2025-03-03
 105
مَا حُكْمُ ذِكْرِ العَبْدِ لَفْظَ الجَلَالَةِ فَقَطْ، أَنْ يَقُولَ: اللهُ، بالمَدِّ، وَهَلْ يُشْتَرَطُ لِهَذَا الذِّكْرِ مِنْ إِذْنٍ شَيْخٍ مُرَبِّ؟
رقم الفتوى : 13497
 السؤال :
 2025-02-22
 79
بَعْضُ النَّاسِ يَجْرِي عَلَى لِسَانِهِ كَلِمَةُ: لَا حَوْلَ للهِ، فَهَلْ يَتَرَتَّبُ عَلَى قَائِلِهَا شَيْءٌ؟
رقم الفتوى : 13478

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5674
المقالات 3204
المكتبة الصوتية 4879
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 421928936
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :