أضعافًا مضاعفة

11055 - أضعافًا مضاعفة

17-03-2021 2258 مشاهدة
 السؤال :
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 11055
 2021-03-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: جَاءَ التَّشْرِيعُ الإِسْلَامِيُّ مُتَدَرِّجًا، لِأَنَّ ذَلِكَ أَدْعَى إلى تَقَبُّلِهِ وَعَدَمِ النُّفُورِ مِنْهُ.

وَقَدْ كَانَ الرِّبَا مُتَفَشِّيًا في المُجْتَمَعِ، فَجَاءَ التَّشْرِيعُ مُحَرِّضًا المُسْلِمِينَ عَلَى تَرْكِ الرِّبَا بِدَايَةً، بِأَنْ نَهَى عَنِ الرِّبَا المُتَرَاكِبِ، أَو المُتَضَاعِفِ دُونَ النَّهيِ عَنْهُ عَامَّةً، فَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾.

ثُمَّ جَاءَ خِتَامُ التَّشْرِيعِ بِتَحْرِيمِهِ نِهَائِيًّا، نَهْيًا عَامًّا شَامِلًا، فَقَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾. هذا أولًا.

ثانيًا: وَقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: إِنَّ المُرَادَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾. هُوَ بَيَانُ الوَاقِعِ، لَا اخْتِصَاصُ التَّحْرِيمِ بِحَالَةِ المُضَاعَفَةِ، بَلْ جَاءَتْ هَذِهِ الصِّيغَةُ لِتُؤَكِّدَ عَلَى شُنْعَةِ فِعْلِهِمْ وَقُبْحِهِ، فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾. كَانَ تَوْصِيفًا لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ العَادَةِ التي يَعْتَادُونَهَا في الرِّبَا، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُرَابُونَ إلى أَجَلٍ، فَإِذَا حَلَّ الأَجَلُ زَادُوا في المَالِ مِقْدَارًا يَتَرَاضَوْنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَزِيدُونَ في أَجَلِ الدَّيْنِ، فَكَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، حَتَّى يَأْخُذَ المُرَابِي أَضْعَافَ دَيْنِهِ الذي كَانَ لَهُ في الابْتِدَاءِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَبَعْضُ الفُقَهَاءِ قَالُوا: هَذِهِ الآيَةُ جَاءَتْ لِتَحْرِيمِ الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً، ثُمَّ حُرِّمَ الرِّبَا تَحْرِيمًا كُلِّيًّا، وَهَذَا التَّدَرُّجُ يُشْبِهُ التَّدَرُّجَ في تَحْرِيمِ الخَمْرِ.

وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هَذَا تَوْصِيفٌ لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ في المُعَامَلَاتِ الرِّبَوِيَّةِ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ: الرِّبَا مُحَرَّمٌ في جَمِيعِ الشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

2258 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 222
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1427
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 618
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1670
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1429
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 947
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413573347
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :