نصيحة لطالب علم

12036 - نصيحة لطالب علم

20-06-2022 430 مشاهدة
 السؤال :
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ وَللهِ الحَمْدُ، وَأُحِبُّ العَمَلَ في التِّجَارَةِ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12036
 2022-06-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَنْتَ في الحَقِيقَةِ بَيْنَ تِجَارَتَيْنِ، تِجَارَةٍ دُنْيَوِيَّةٍ فَانِيَةٍ، وَتِجَارَةٍ دِينِيَّةٍ بَاقِيَةٍ، فَإِذَا كُنْتَ في تِجَارَةِ طَلَبِ العِلْمِ الشَّرِيفِ، فَأَنْتَ تَطْلُبُ النَّفْعَ للنَّاسِ دُنْيَا وَأُخْرَى، وَأَجْرُهَا بَاقٍ لَكَ دُنْيَا وَأُخْرَى، وَأَقَلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الدُّعَاءَ مُتَوَاصِلٌ لَكَ مِنْ قِبَلِ النَّاسِ الذينَ تُصَحِّحُ لَهُمْ أُمُورَ عَقَائِدِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ وَمُعَامَلَاتِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ.

وَإِذَا كُنْتَ في تِجَارَةِ الدُّنْيَا فَهِيَ خَيْرٌ كَذلِكَ بِنِيَّتِكَ الصَّالِحَةِ، وَلَكِنَّ الفَارِقَ بَيْنَ التِّجَارَتَيْنِ كَبِيرٌ، فَتِجَارَةُ طَلَبِ العِلْمِ تَكُونُ في الغَالِبِ الأَعَمِّ في المَسَاجِدِ، وَالمَسَاجِدُ هِيَ أَحَبُّ البِقَاعِ إلى اللهِ تعالى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا».

أَمَّا تِجَارَةُ الدُّنْيَا فَمَحَلُّهَا في أَغْلَبِ الأَوْقَاتِ الأَسْوَاقُ، وَهِيَ أَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ تعالى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا».

وَالسَّبَبُ في كَوْنِهَا أَبْغَضَ البِلَادِ إلى اللهِ تعالى، مَا يَقَعُ فِيهَا مِنَ النَّجْشِ وَالغِشِّ وَالكَذِبِ وَالأَيْمَانِ الكَاذِبَةِ وَالرِّبَا وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ، وَفِيهَا مِنَ  المُحَرَّمَاتِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ تعالى.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَأَنْصَحُكُمْ أَنْ تَدُومُوا عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ طَلَبِ العِلْمِ، وَخَاصَّةً في هَذِهِ الآوِنَةِ، فَإِنَّ تُجَّارَ الدُّنْيَا يَحْتَاجُونَ إلى عُلَمَاءَ عَامِلِينَ يُبَصِّرُونَهُمْ في شُؤُونِهِمْ وَتَعَامُلَاتِهِمْ، وَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَمَلٌ دُنْيَوِيٌّ، وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لَا يُؤَثِّرَ عَلَى طَلَبِكَ للعِلْمِ.

وَأَخِيرًا أَقُولُ: إِنَّ مُخَالَطَةَ أَهْلِ الدُّنْيَا وَخَاصَّةً في زَمَنِ الفِتَنِ قَلَّمَا يَسْلَمُ الإِنْسَانُ فِيهَا مِنْ مُنْكَرَاتِ المُعَامَلَاتِ التِّجَارِيَّةِ في هَذِهِ الآوِنَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

430 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-04-10
 251
مَا وَاجِبُنَا نَحْوَ إِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ، وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ؟
رقم الفتوى : 13560
 السؤال :
 2025-04-10
 106
لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنِ الأَوْلِيَاءِ، وَلَكِنِ اليَوْمَ نَكَادُ لَا نَرَى وَلِيًّا، فَهَلْ قَلَّ عَدَدُ الأَوْلِيَاءِ للهِ تَعَالَى فِي هَذَا الزَّمَانِ؟
رقم الفتوى : 13559
 السؤال :
 2025-03-23
 284
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ مِنْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقُّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 108
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 204
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527
 السؤال :
 2025-03-12
 36
مَا السَّبِيلُ لِلِاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تَعَالَى، وَخَاصَّةً لِإِنْسَانٍ لَهُ قُرَنَاءُ سُوءٍ؟
رقم الفتوى : 13517

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5676
المقالات 3208
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 18
الزوار 422567057
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :