الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالأصل في النكاح هو اختيار المرأة الصالحة، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وهي خير ما يكنز المرء من الدنيا، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ). وربنا عز وجل يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
وبناء على ذلك:
فلا حرج من الناحية الشرعية أن يتزوَّج الرجل من فتاة صاحبة دين وخلق، ولو كان والدها مديراً لمصرف ربوي، وإن كان الأولى أن يبحث الرجل عن فتاة صاحبة دين وخلق من أسرة صالحة لا تقترب من الحرام فضلاً عن أكله، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (تزوَّجوا في الحِجْزِ الصالح، فإنَّ العِرْق دسَّاس) أخرجه ابن عدي والديلمي، وهو ضعيف. هذا، والله تعالى أعلم.
