الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن مُعجزاتِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ حدَّثَ عن بعضِ الأمورِ الغَيبيَّةِ التي سَتَحدُثُ، ومن جملةِ ذلكَ سُفورُ النِّساءِ، أخرج الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا».
ويقولُ الإمامُ النَّوويُّ رحمهُ اللهُ تعالى في شرحِ الحديثِ: وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تَسْتُر بَعْضَ بَدَنِهَا، وَتَكْشِفُ بَعْضَهُ إِظْهَاراً بِحَالِهَا وَنَحْوَهُ. اهـ.
واتَّفقَ الفقهاءُ على أنَّهُ لا يجوزُ للمرأةِ أن تكشفَ شعرَها أمامَ الرِّجالِ الأجانبِ، سواءٌ كانت في الشَّارعِ، أو على التِّلفازِ، أو بصُوَرِها، واعتبروا ذلكَ من الكبائِرِ المحرَّمةِ.
وبناء على ذلك:
فيحرمُ على المرأةِ كشفُ شعرِها أمامَ الرِّجالِ الأجانبِ، وهي مُندَرِجةٌ تحتَ الحديثِ الشَّريفِ، وذلكَ لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ». ومن جملة معاني هذا الحديث الشريف: ضَفْرُ الشَّعرِ وشَدُّهُ إلى الأعلى، وجَمعُهُ في وَسَطِ الرَّأسِ حتَّى يَصيرَ كأسنِمَةِ الإبلِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |