الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَقولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ﴾. والشَّياطينُ يَألَفونَ الأماكِنَ التي يَكونُ فيها الخُبثُ، والتي من جُملَتِها أماكِنُ قَضَاءِ الحَاجَةِ.
ثانياً: لقد عَلَّمَنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ آدابَ دُخولِ الخَلاءِ، والتي من جُملَتِها الدُّعاءَ قَبلَ دُخولِ مَكانِ قَضَاءِ الحَاجَةِ، وهوَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» رواه الشيخان عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ ـ مَواقِعَ النَّجَاسَةِ ـ مُحْتَضَرَةٌ ـ للجَانِّ والشَّياطِينِ ـ فَإِذَا دَخَلَ أَحَدُكُم الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بالله مِن الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ».
وروى الترمذي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُم الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ الله».
وبناء على ذلك:
فمن أجلِ التَّسَتُّرِ عن أعيُنِ الجِنِّ، وخاصَّةً عِندَ قَضَاءِ الحَاجَةِ يَجِبُ على العَبدِ أن يَقولَ قَبلَ دُخولِ الخَلاءِ: بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ.
فالبَسمَلَةُ سَترٌ، والاستِعاذَةُ التِجاءٌ إلى الله تعالى من شَرِّ عَدُوٍّ يَرانا ولا نَراهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |