أعطاه أكثر مما يستحق

6481 - أعطاه أكثر مما يستحق

20-08-2014 25625 مشاهدة
 السؤال :
اشترى مني رجل سلعة بمبلغ متفق عليه، وعند دفع الثمن أعطاني أكثر من الثمن المتفق عليه، فلم أتكلم شيئاً، ثم ندمت بعد ذهابه، فماذا يترتب عليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6481
 2014-08-20

اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على أنَّهُ لا يَحِلُّ للإنسَانِ أن يَأخُذَ مَالَ الآخَرِينَ بِسَبَبِ السَّهْوِ والخَطَأِ، وذلكَ لِقَولِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾. ولِقَولِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾.

وروى الإمام أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَلَا وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلَّا بِطِيب نَفْسٍ مِنْهُ».

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ عَصَا أَخِيهِ بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسِهِ». وَذَلِكَ لِشِدَّةِ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَالِ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ.

وروى الشيخان عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «واللهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئاً بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَداً مِنْكُمْ لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعِيراً لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ».

وبناء على ذلك:

فهذا المَالُ الزَّائِدُ الذي أَخَذْتَهُ عن ثَمَنِ السِّلعَةِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ بَينَكَ وبَينَ المُشتَرِي لخطئ وقع فيه المشتري يحَرمٌ عَلَيكَ، وقد ارتَكَبتَ خِيَانَةً من الخِيَانَاتِ، والتي هيَ من وَصْفِ المُنَافِقِينَ «وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَوَجَبَ عَلَيكَ أن تَبحَثَ عن المُشتَرِي حتَّى تَرُدَّ إِلَيهِ حَقَّهُ، فإن عَجَزتَ عن الوُصُولِ إِلَيهِ وَجَبَ عَلَيكَ التَّخَلُّصُ من هذا المَالِ الحَرَامِ، وذلكَ بِصَرْفِهِ للفُقَرَاءِ، وإنْ تَبَيَّنَ لَكَ صَاحِبُهُ في المُستَقبَلِ وَجَبَ عَلَيكَ رَدُّ الحَقِّ إِلَيهِ، إلا إذا سَامَحَكَ، وإن زاد لك في الثمن المتفق عليه برضاه قصد الهبة فلا شيء عليك في أخذه. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25625 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام البيوع

 السؤال :
 2019-10-15
 363
هَلْ يَجُوزُ للإِنْسَانِ أَنْ يَبِيعَ حِصَّتَهُ مِنَ البنزين وَهُوَ في مَحَطَّةِ البنزين؟
رقم الفتوى : 9980
 السؤال :
 2019-08-21
 1737
هَلْ يَجُوزُ بَيْعُ شَاتَيْنِ هَزِيلَتَيْنِ بِشَاةٍ سَمِينَةٍ؟
رقم الفتوى : 9895
 السؤال :
 2019-08-21
 231
هَلْ يجُوزُ بَيْعُ الشَّاةِ بِالوَزْنِ وَهِيَ حَيَّةٌ؟
رقم الفتوى : 9894
 السؤال :
 2018-11-13
 3170
أنا بحاجة إلى مال، ولم أجد من يقرضني، فاشتريت براداً من رجل، وبعته لآخر في نفس المكان، فهل في ذلك حرج؟
رقم الفتوى : 9284
 السؤال :
 2018-11-13
 320
اشتريت سيارة بالتقسيط، وقبل استلامها قمت ببيعها لآخر بالتقسيط كذلك، ولكن بثمن أكثر، فهل هذا جائز شرعاً؟
رقم الفتوى : 9283
 السؤال :
 2018-07-01
 1660
أقرضت صديقي مبلغاً بالعملة الأجنبية، وعندما جاء وقت الوفاء قلت له: ليبق المال عندك لحين الطلب، وعندما احتجت إليه طلب منه أن يـصرفه لي بالعملة السورية، فـصرفه بسعر أقل من الواقع بحجة تأمينه المبلغ لي بسرعة، فهل من حقي أن أطالبه بالفارق؟
رقم الفتوى : 8995

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413274933
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :