الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَتُشْتَرَطُ في المُضَحِّي لِصِحَّةِ التَّضْحِيَةِ ثَلَاثَةُ شُرُوطٍ:
الشَّرْطُ الأَوَّلُ: نِيَّةُ التَّضْحِيَةِ، لِأَنَّ الذَّبْحَ قَدْ يَكُونُ للَّحْمِ، وَقَدْ يَكُونُ للقُرْبَةِ، وَالقُرْبَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالنِّيَّةِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» رواه الإمام البخاري عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَالأُضْحِيَةُ قُرْبَةٌ مِنَ القُرُبَاتِ، فَلَا بُدَّ مِنَ النِّيَّةِ، وَالنِيَّةُ مَحَلُّهَا القَلْبُ.
الشَّرْطُ الثَّانِي: النِّيَّةُ تَكُونُ عِنْدَ الذَّبْحِ، أَو بِالتَّعْيِينِ قَبْلَ الذَّبْحِ، وَالتَّعْيِينُ يَكُونُ بِالـشِّرَاءِ، أَو بِفَرْزِهَا مِمَّا يَمْلِكُهُ، كَأَنْ يَقُولَ: جَعَلْتُ هَذِهِ الشَّاةَ أُضْحِيَةً.
الشَّرْطُ الثَّالِثُ: أَنْ لَا يُشَارِكَ المُضَحِّيَ أَحَدٌ إِذَا كَانَتِ الأُضْحِيَةُ شَاةً، إِلَّا في الجِمَالِ أَو البَقَرِ فَيَشْتَرِكُ فِيهَا سَبْعَةٌ. هذا، والله تعالى أعلم.